أشرف أمس والي ولاية بسكرة مسعود جاري على انطلاق أشغال الملتقى الوطني التاسع حول »أعلام الولاية السادسة التاريخية«، حيث حضر التظاهرة التي عكفت الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية على تنظيمها كل سنة عديد الشخصيات السياسية والوطنية والتاريخية، باعتبار أن هذا اللقاء سيسلط الضوء على مسيرة قيادات ثورة التحرير في منطقة بسكرة، هذه الولاية التي ساهمت في إفشال مخطط الاستعمار الفرنسي الرامي إلى فصل الصحراء. عجت أمس قاعة المحاضرات بالمتحف الجهوي للولاية السادسة التاريخية العقيد محمد شعباني ببسكرة، بحضور كثيف للذين قدموا من كل حدب وصوب للمشاركة في الملتقى التاسع حول أعلام الولاية السادسة، هذه التظاهرة التي باتت سنة حميدة لسكان المنطقة. وبهذه المناسبة استهل والي ولاية بسكرة الكلمة، بالتأكيد على أهمية هذا الملتقى التاريخي الذي تم تنظيمه تلبية لخدمة التاريخ والذاكرة، ذاكرة أبطال الثورة الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر، خاصة وأن الموضوع مرتبط بأعلام الولاية التاريخية السادسة من خلال التطرق إلى مسيرتهم وبطولاتهم التي لا تسعها صفحات الكتب ولا التاريخ على حد تعبيره. والي بسكرة وفي كلمته المقتضبة، تطرق إلى الحديث عن محاولات الاستعمار الفرنسي في تلك الفترة الرامية إلى فصل الصحراء وكيف أنه بفضل قيادات الثورة التحريرية أجهضت تلك المحولات، حيث أن أعلام المنطقة كانوا يتحلون بوعي سياسي كبير جدا، ناهيك عن نكران الذات والدقة والانضباط في تسيير الولاية السادسة، وعليه، قال المتحدث أن جيل الاستقلال بحاجة إلى الاطلاع على هذه الصفحات الخالدة والآثار العظيمة لمجاهدي وشهداء الجزار، كما أنه بحاجة إلى الاسترشاد بحكمة من كتبت لهم الحياة من مجاهدين لاستخلاص العبر والمضي قدما. بدوره الأمين العام لمنظمة المجاهدين السعيد عبادو، أكد أهمية مثل هذه اللقاءات التي تساهم في إطلاع الجيل الجديد بمآثر وبطولات المجاهدين والشهداء الذين ضحوا من أجل الجزائر، كما أبرز مجهودات قيادات الولاية السادسة الذين أفشلوا مخططات ومؤامرات المستعمر الفرنسي في محاولته لفصل الصحراء، ليجدد دعوته إلى الاهتمام بجمع الشهادات وكتابة التاريخ، وقد فضل عبادو تقديم محاضرة مكتوبة ستلقى خلال الملتقى وتكون بالتفصيل حول قضية محاولة الاستعمار فصل الصحراء. وأبرز من زاوية أخرى أن قيادة الولاية السادسة التاريخية واجهت إبان مرحلة الكفاح المسلح تحديات كبرى من ضمنها الخصائص التضاريسية الصحراوية للمنطقة التي تحتاج إلى التكيف السريع وتجعل خوض معارك مكشوفة ضد العدو الفرنسي مسألة في غاية الصعوبة وأيضا مؤامرات إدارة الاحتلال الرامية لفصل الصحراء عن الشمال التي أجهضت وتمت حماية الوحدة الوطنية بفضل يقظة القيادة بالإضافة إلى ظهور أوكار للخيانة وحركات مناوئة للثورة التي تم التصدي لها بنجاح. من جهته تحدث مداني بجاوي الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين ببسكرة، عن بطولات أعلام الولاية التاريخية السادسة، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بمسيرة هؤلاء الرجال، وفي نفس السياق أكد الرائد عمر صخري أحد مفجري الثورة التحريرية، ضرورة الاهتمام بتاريخ الثورة وبمن صنعوها لضمان كتابة دقيقة وموضوعية للتاريخ. ومباشرة بعد هذه المداخلات، ارتأى المنظمون تكريم عدد من الشخصيات وفي مقدمتهم شخصية السنة التي وقع عليها الاختيار في الطبعة التاسعة لهذا الملتقى الوطني وهو الأستاذ والصحفي محمد النذير بولقرون، المدير العام ليومية »صوت الأحرار«، كما تم تكريم الأمين العام لمنظمة المجاهدين السعيد عبادو والأمين الولائي ببسكرة مداني بجاوي. ويشار إلى أن هذا الملتقى الذي نظمته الجمعية الخلدونية يتواصل طيلة ثلاثة أيام، حيث يتضمن أكثر من ثلاثين محاضرة، سيشرف على إلقائها كوكبة من الأستاذة المحاضرين، على غرار الدكتور محمد قنطاري حول الولاية »السادسة من خلال الوثائق«، الدكتور محمد العربي الزبيري، مداخلة »حول المرحوم أبوبكر مسعودي«، الدكتور إبراهيم لونيسي سيلقي مداخلة خاصة ب»المجاهد المرحوم محمد خيضر«، بالإضافة إلى مداخلة الضابط حشاني الشيخ حول »الشهيد إبراهيم خباش«، السيدة سعيدة بركات وغيرها من المتدخلين.