افتتح أول أمس بعاصمة ولاية عروس الزيبان الملتقى الوطني السابع "بسكرة عبر التاريخ" الذي خصص لتاريخ دولة "بني مزني"، بحضور والي الولاية ومسؤولي الجماعات المحلية، أين كرمت الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات المنظمة والمشرفة على الملتقى الكاتب محمد العربي الزبيري وشهد الافتتاح حفلا فنيا من تنشيط مجموعة من الجمعيات الفنية بالولاية. احتضنت قاعة "الزعاطشة" وسط مدينة عروس الزيبان أول أمس الثلاثاء الافتتاح الرسمي للملتقى الوطني السابع "بسكرة عبر التاريخ"، الذي تنظمه سنويا الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية ببسكرة وخصص في طبعته هذه لتاريخ "دولة بني مزني"، التي كانت بسكرة عاصمة لها من 1279 إلى غاية 1402، بحضور والي الولاية ومسؤولي الجماعات المحلية ومجموعة من الشخصيات التاريخية، بالإضافة إلى أعيان الولاية ومثقفيها من كتاب وشعراء وحتى فنانين، فيما غابت عنه وزيرة الثقافة بسبب مشاركتها في افتتاح الأسبوع الثقافي الجزائري بمصر، حيث بعثت برسالة اعتذار للملتقى قرأها رئيس الجمعية. عرف حفل الافتتاح تكريم الكاتب محمد العربي الزبيري ابن بسكرة وأحد أعلامها وهذا بشهادة الكثير من المثقفين والإعلاميين وأبناء الولاية، حيث قدمت له الجمعية مجموعة من الهدايا ميزتها "بورتري" له، من إبداع ريشة أحد فناني الولاية، كما تمتع الحضور بشريط وثائقي لمدة 13 دقيقة عن شخصية العربي زبيري ومسيرته منذ الولادة. افتتح الملتقى والي الولاية سعد أبو جيل بكلمة ترحيبية أثنى فيها على مجهودات "الجمعية الخلدونية" التي كما قال، تلعب دورا هاما في تحريك الفعل الثقافي في الولاية، بالإضافة إلى دورها في كتابة تاريخ الولاية ونفض الغبار عنه وتكريمها لأبناء بسكرة من مجاهدين، مؤرخين، كتاب ومثقفين، كما أكد الوالي سعد أبو جيل أن تكريم شخصية العربي الزبيري وآخرين هو تكريم للذاكرة الوطنية وتأكيد على أن الجمعية رقم هام في الولاية تحركه إرادة الشباب المنتمي إليها. من جانبه استعرض رئيس الجمعية الخلدونية فوزي مصمودي مختلف نشاطات جمعيته وأشار إلى أن الملتقى هو الأول من نوعه الذي يتطرق إلى "دولة بني مزني" والتي تؤكد أن بسكرة لم تكن فقط حاضرة للثقافة والعلم والتراث ومعبر قوافل التجارة، بل كانت عاصمة لدولة حكمت حتى حدود تونس، كما كشف عن تعاون مع وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال لإصدار طابع بريدي يخص هذه الدولة وكذلك اتفاق مع وزارة التربية لإدراجها في المواد التاريخية، بالإضافة إلى إطلاق اسمها على بعض المؤسسات التربوية كالمدارس والثانويات، في نفس الإطار أشار مصمودي إلى أن أشغال الملتقى التي تدوم ثلاثة أيام وتعرف تدخل العديد من الأساتذة والمؤرخين، ستطبع في كتاب يشمل كل المحاضرات وهذا تكريسا لما واظبت عليه الجمعية مع ملتقياتها السابقة. أما عن تكريم محمد العربي الزبيري فقال المصمودي أن الجمعية تكون "ناكرة لانجازات وإنتاجات بسكرة إن لم تكرم أحد أعلامها وشمعة من شموعها وهو الكاتب والسياسي والأستاذ محمد العربي الزبيري" وهو تكريم كما أضاف، لتاريخ الولاية وثقافتها بالدرجة الأولى وربط لأجيالها السابقة واللاحقة عبر الشخصيات ونفض الغبار عن تاريخها القديم. إيمانا منها بالعمل المشترك وفتح المجال لإسهام جمعيات أخرى وتنشيطا للعمل الفني، الافتتاح الرسمي للملتقى لم يكن ثقافيا وأكاديميا ورسميا فقط، بل برمجت الجمعية الخلدونية حفلا فنيا ساهرا استمر إلى بوادر الفجر وهذا بالتنسيق مع مجموعة من الجمعيات المحلية، حيث استمتعت العائلات البسكرية التي حضرت بقوة حفل الافتتاح بالحفل الذي نشطته كل من فرقة "هارون الرشيد للموسيقى العربية" التابعة ل"جمعية آمال للأجيال والفنون" بأولاد جلال و"جمعية القادرية" لولاية بسكرة و"فرقة الحفوظية للمدائح" رفقة الفنان لزهر الجلالي وكان الحفل من تنشيط الفنان الفكاهي الطاهر سفير.