تسببت الأحوال الجوية الرديئة والرياح العاتية التي تعدت 100 كلم في الساعة والتي شهدتها الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، في احتجاز ما يقارب ألف مسافر جزائري بميناء مارسيليا منذ الخميس الفارط، ويتعلق الأمر بباخرتي »طاسيلي2« و»طارق ابن زياد« التابعتين للشركة الوطنية للنقل البحري. وحسب ما أكدته مصادر إعلامية فرنسية، فإن الأمر يتعلق بسفينة »طاسيلي2« التي تحمل على متنها حوالي 500 راكب و180 عربة، غادرت ميناء مارسيليا، بعد ظهر أمس متوجهة إلى ميناء بجاية، حسب ما أكده عمار خباطو مدير الشركة الوطنية للنقل البحري، موضحا أن قبطان السفينة رفض الإبحار من ميناء مارسيليا بسبب الرياح العاتية التي تجاوزت ال 100 كلم في الساعة، حيث أن الرياح ستكون أكثر قوة في الضفة الجنوبية للمتوسط. ومن جهة أخرى، أكد خباطو أنه قد تم إبلاغ كافة المسافرين بكل التطوّرات حتى أنهم تلقوا بلاغات بمغادرة مطار مارسيليا. أما السفينة الثانية فهي سفينة »طارق ابن زياد« التي تحمل على متنها قرابة ال 800 مسافر، والتي كان يفترض أن تكون قد غادرت مارسيليا يوم الثلاثاء الفارط، غير أن عطلا أصاب ثلاثة من مولداتها الكهربائية أدى إلى نقل المسافرين إلى سفينة أخرى تابعة لشركة النقل البحري، وهي »ميديتيراني«، غير أن قبطان هذه السفينة أجل إبحارها بسبب استمرار سوء الأحوال الجوية، وحسب ما جاء في تصريحات عمار خباطو، فإن وضعية المسافرين الذين يوجدون على متن سفينة »طارق بن زياد« لم تجد طريقها إلى الحل بعد، موضحا أن المسؤولية لا تقع على عاتق الشركة الوطنية للنقل البحري. ولم يخف المدير التجاري بالشركة الفرنسية للنقل البحري بول دو روسون، سوء وضعية 450 جزائري محتجزين بميناء مارسيليا على متن »طارق بن زياد«، مؤكدا تجنيد عدد كبير من الأعوان من أجل التكفل والعناية بكل هؤلاء المسافرين، كما ذكر بأن ما زاد الأمر صعوبة هو أن هذا المشكل تزامن مع الاحتفال بالسنة الميلادية، حيث قال في هذا الصدد »نعلم أن الظرف كان صعبا ولكننا قمنا بكل ما في وسعنا من أجل أن نضمن لهم قضاء أوقات حسنة«، كما اعتبر من جهة أخرى أن نقل المسافرين إلى سفينة »ميديتيراني« يعد بمثابة إجراء بديل يؤكد الشراكة بين الجانبين.