عواصف هوجاء في أنحاء مختلفة من البلاد تسببت رداءة الأحوال الجوية والرياح العاتية التي اجتاحت أغلب مدن الوطن منذ نهاية الأسبوع الماضي في وفاة ما لا يقل عن 7 أشخاص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. * * حيث شهدت ولاية البليدة أثقل حصيلة في عدد الوفيات على إثر هلاك 6 أشخاص من عائلة واحدة اختناقا بالغاز الطبيعي، كما أّدت قوة الرياح والأمطار الغزيرة إلى تشرّد 20 عائلة ببومرداس بعد أن تسربت سيول المياه إلى شاليهاتها، ناهيك عن الخسائر المادية الفادحة التي لحقت بالصيادين، وتسببت الثلوج في غلق محاور رئيسية بولايات شرق البلاد. * أفادت برقية خاصة للديوان الوطني للأرصاد الجوية أن الرياح القوية التي عرفتها مختلف المدن الشمالية للوطن نهاية الأسبوع والتي فاقت شدتها 80 كلم في الساعة من المنتظر أن تتواصل اليوم السبت بمختلف المناطق الشرقية، حيث ستكون من شمالية غربية وقوية نسبيا، ومن غربية إلى شمالية غربية ومعتدلة على المناطق الوسطى والغربية. * وبلغت كميات الأمطار التي تساقطت منذ اول أمس حوالي 70 ملم بمليانة و39 ملم بجيجل، كما تتوقع مصلحة التنبؤات تواصل تساقطها صبيحة اليوم على كل المدن الشرقية في انتظار عودة التحسن بعد الظهيرة. ويحتمل حسب ذات البرقية تساقط الثلوج اليوم على كل المرتفعات التي يزيد علوها عن 900 متر بعد أن مست أمس مرتفعات 1000متر، أين فاق سمكها 20 سم. * وتقريبا هي نفس الأجواء التي ستعرفها بداية الأسبوع المدن الوسطى والغربية، حيث ينتظر أن تتخلل السماء بعض الإطلالات المشمسة وبعض السحب والأمطار المحلية من حين لآخر، خاصة خلال الصبيحة لتتحسن الأجواء من جديد بعد الظهيرة. * أما بالمناطق الصحراوية فقد تنبأت مصالح الأرصاد الجوية بتساقط بعض الأمطار المحلية في كل من الجلفة، الأغواط، بسكرة، الواد، ورقلة، إيليزي، وأجواء مشمسة بباقي المناطق الأخرى. * في حين تظل الأجواء باردة بأغلب الولايات، حيث يرتقب تسجيل، 5درجات فقط بالمدية، 8 درجات بقسنطينة، 15درجة بالعاصمة، 17بوهران، 12درجة بعنابة. * * الرياح تسببت أيضا في هلاك عدة رؤوس من الماشية بالمناطق السهبية * 4 قتلى وعشرات الجرحى وفقدان تلميذ في عواصف هوجاء بغرب البلاد * تسببت نهاية الأسبوع الماضي، الرياح العاتية في خسائر مادية وبشرية، معتبرة بولايات الجهة الغربية، حيث أسفر حادث مرور أليم بسعيدة وبالضبط على الطريق الرابط مابين منطقتي السخونة والمعمورة، عن وقوع 3 قتلى من عائلة واحدة، ويتعلق الأمر بطفلين ووالدهما، الذين قضوا إثر ارتطام السيارة النفعية من نوع "هيونداي"، التي كانت تقلهم بشاحنة، فقد صاحبهما السيطرة عليها؛ بفعل الرياح القوية التي حجبت الرؤية، في حين لقي شخص رابع مصرعه بولاية مستغانم إثر انهيار جزء من بناية عليه تقع بضواحي المدينة.. * عرفت ولايات الجهة الغربية تسجيل عديد من الانهيارات، طالت المباني الهشة وأسفرت عن وقوع جرحى في إصاباتهم متفاوتة الخطورة، ناهيك عن هلاك قطعان الماشية وشل الطرقات الوطنية، والإنقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي، ففي وهران، عاش سكان المباني الهشة حالة من الرعب والفزع، جراء الانهيارات الجزئية التي أصابت الجدران والأسقف، حيث رصدت مصالح الحماية المدنية 18 انهيارا، أسفر عن وقوع 5 جرحى، إصاباتهم متفاوتة الخطورة، ناهيك عن الأشجار التي هوت على المركبات ملحقة بها خسائر مادية جسيمة، كتلك النخلة العملاقة التي أسقطتها الرياح القوية بمصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي بحي البلاطو. السيناريو ذاته تكرر بسيدي بلعباس، إذ أحصت مصالح الحماية المدنية 75 تدخلا؛ جراء العواصف الهوجاء التي تراوحت سرعتها ما بين 70 إلى 80 كلم في الساعة، متسببة في انهيارات جزئية بالمباني القديمة، بأحياء: أحمد معسكري، العقيد خلافي... وخلفت معها عديد الجرحى، بينهم عجوز أصيبت بجروح خطيرة، في حين عاش سكان حي مرادي محمد حالة من الرعب والفزع بعد سقوط أعمدة وكوابل كهربائية بفعل الرياح القوية، ما أغرق هذا الحي في الظلمة الدامسة. أما ولاية البيض، فقد شهدت هبوب عواصف رملية قوية، بلغت سرعتها حسب رئيس مصلحة الرصد الجوي 110 كلم في الساعة، وجاءت مصحوبة بموجة برد شديدة لدرجة انعدام الرؤية، وفي هذا الصدد تم تسجيل ضياع عدد كبير من رؤوس الماشية ما زالت محل بحث من طرف أصحابها، في حين هلكت أخرى بمنطقة واد الناموس؛ جراء امتلاء صوفها بالرمال وعجزها عن الحركة، بالإضافة إلى منطقة بوقطب التي عرفت ضياع طفل في 12 من عمره، هذا الأخير الذي ظل الطريق أثناء عودته من المتوسطة التي يدرس فيها إلى الخيمة التي يتخذها رفقة عائلته كمأوى. ولاية النعامة بدورها أخذت قسطا وفيرا من الزوابع الرملية التي اجتاحت كامل إقليمها، حيث أدت إلى شل الطرق الوطنية: 6، 22 و47. وفي هذا السياق احتجز كثير من المسافرين في مركباتهم لساعات طويلة ينتظرون تحسن الرؤية لبلوغ الوجهة التي كانوا بصدد الذهاب إليها. ولايتا معسكر وتيارت، عرفتا هبوب رياح قوية مصحوبة بزخات من المطر، أدت إلى تهاوي أجزاء من المباني القديمة، وكذا اقتلاع الأشجار من جذورها، مما تسبب في شل حركة المرور، ناهيك عن الظلام الذي غرقت فيه معظم البلديات؛ جراء سقوط الأعمدة والكوابل الكهربائية. * * العواصف تتسبب في إلغاء الرحلات الجوية بمطار هواري بومدين * ألغيت، أول أمس، كل الرحلات من مطار هواري بومدين الدولي بسبب العواصف الممطرة والرياح التي شملت المناطق الشمالية للبلاد وجزء من الجنوب الشرقي القريب من الشمال، كما استدارت طائرة بالمطار بزاوية 90 درجة. * وبهذا الخصوص، أكد السيد زيدان، مدير النقل بشركة الخطوط الجوية الجزائرية، أن الرحلات تأخرت إلى غاية ما بعد الثامنة مساء، فيما ألغيت عدد من الرحلات نحو كل من حاسي مسعود وبعض الولايات الأخرى. * وأضاف مدير النقل للشروق اليومي، أن الطائرات المتجهة نحو عنابةوقسنطينة شرقا ووهران غربا، عدد منها اضطر إلى العودة دون النزول بالمطار المنتظر، بسبب غياب الرؤية بأرضية المطارات المستقبلة. * من جهة ثانية، أفاد المتحدث أن أغلب مطارات الجنوب أرضيتها تحتاج إلى مراجعة. * * الثلوج تقطع الطرقات وتعزل أحياء وقرى بشرق البلاد * عادت الثلوج نهاية الأسبوع إلى معظم ولايات شرق البلاد مع تساقط قياسي للأمطار في كل الولايات السياحية وهي جيجل والطارف وسكيكدة وعنابة، ففي قسنطينة وصل "بارومتر" الحرارة إلى الدرجة الواحدة فقط في حدود ال 11 صباحا، بينما انقطعت الحركة نهائيا في عدد من الأحياء، خاصة بالمدينةالجديدة علي منجلي، حيث شلت الثلوج الحركة نهائيا، إذ وصل سمك الثلوج إلى أكثر من 20 سنتيما، بينما قارب 20 سنتيما في منطقة جبل الوحش والزيادية، ووجد السكان صعوبة في الحركة في عين الباي وحي عباس وساقية سيدي يوسف وحي الأمير عبد القادر دون تسجيل خسائر تذكر، رغم أن تقاعس أصحاب حافلات النقل وأيضا غياب كاسحات الثلوج في الأحياء المرتفعة إلى غاية منتصف النهار بدا غير مقبول، حيث أدت الثلوج المتساقطة طيلة أمس الأول، إلى غلق عدة محاور طرقية، خاصة الطريق الرابط بين باتنة ومروانة عبر منطقة نافلة، والطريق الوطني رقم 31 بين باتنة وبسكرة عبر آريس وبين باتنة وثنية العابد بسبب تراكم الثلوج، ما دفع المصالح العمومية للتدخل بكاسحات الثلوج لتسهيل حركة المرور، فيما عزلت عدة قرى بمناطق أشمول وبوزينة الواقعتين في أعالي جبال الأوراس، وقد وجد عدد كبير من القرويين صعوبة في التنقل والتموين بغاز البوتان لتوفير التدفئة، أما في ولاية سطيف، فشلّت الحركة نهائيا في المنطقة الشمالية، خاصة بطريق طكوكة، حيث بلغ سمك الثلوج 70 سنتيما وبلغ معدل التساقط 13 سنتيما في مدينة سطيف، وإذا كان كان الطريق الوطني رقم 9 الرابط بين بجاية وسطيف قد أغلق، فإن الطريق الأهم وطنيا (رقم 5) بقي في الخدمة طوال نهار أمس، ولم تسجل الثلوج أضرارا بسبب اعتدال الحرارة وعدم وجود الصقيع، بينما أدت الأمطار بأم البواقي إلى انهيار مساكن وتضرر 50 منها بمشاتي هنشير الدواس ومدرق نارو، حيث تم نقل 5 أشخاص إلى مستشفى عين البيضاء. * * عواصف هوجاء وأمطار أحالت أسر في الصغيرات والمرملة على نكبة حقيقية * ... ونزلاء الشاليهات في رعب من تردي الأحوال الجوية * قضت عشرات العائلات في كل من حي الصغيرات والمرملة شرق عاصمة الولاية بومرداس ساعات في العراء نهاية الأسبوع الماضي، بعدما عصفت بسكناتها الرياح وأدت إلى تعرية أسقفها المغطاة بالزنك والقصدير، لاسيما نزلاء شاطئ الصغيرات المحاذي لمخيم عمال الضمان الاجتماعي، حيث تقيم عشر عائلات في بيوت قصديرية هشة تحولت وبسرعة فائقة إلى أطلال بعد تعريتها بفعل العواصف الهوجاء بالموازاة مع رداءة الأحوال الجوية المفاجئة. * وسارعت العائلات المقيمة هناك للاحتماء في السكنات الصلبة لدى الجيران مستنجدة في نفس الوقت بالحماية المدنية التي تنقلت على جناح السرعة إلى عين المكان لانتشال الأسر من محنتها وإغاثة المنكوبين المتضررين من هذه العواصف. * وفي سياق متصل شهدت بعض المواقع من السكنات الجاهزة المخصصة لمنكوبي زلزال 21 ماي عبر إقليم الولاية بومرداس حالة من الهول وسط النزلاء جراء هذه العواصف العاتية والرعود التي أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات. في وقت تسربت مياه الأمطار إلى الغرف والبيوت مجبرة نزلاءها على الرحيل. * ففي موقع الكرمة 02 شهدت ست 06 عائلات تردي أحوال الإقامة ليلة الخميس في سكناتها الجاهزة التي غمرتها المياه، وبشهادة أرباب الأسر في هذه المواقع فإن ليلة من الرعب والفوضى انتابت الأطفال والنسوة جراء ذلك. * أما في موقع اللوز بالثنية فأجمع النزلاء أن الحياة أصبحت لا تطاق في هذه السكنات التي تآكلت بفعل العوامل المناخية وانعدام الصيانة، ما أدى إلى اهترائها وتصدع أسقفها وجدرانها وصارت الغرف عرضة لتسرب المياه من كل الجهات. نفس الوضعية شهدها موقعا الهضبة ببودواو والحلايمية وموقع مزرعة قويقح ببودواو البحري، اذ أشارت مصادر إلى إحصاء ما لا يقل عن 20 عائلة متضررة من هذه العواصف الهوجاء التي لعبت بسكناتها الهشة ويخشى نزلاؤها أن تسقط على رؤوسهم وتؤدي إلى إصابات في الأرواح البشرية لاسيما في أوساط الصبية والنسوة. * انقطاعات متكررة للكهرباء وسقوط عشرات الاشجار وتطاير خيم البدو الرحل * وفاة شخص وإصابة 03 آخرين بإصابات متفاوتة الخطورة بسبب الزوابع الرملية بالأغواط * تسببت موجة العواصف الرملية التي عاشتها ولاية الاغواط بداية من ليلة الأربعاء إلى غاية يوم الجمعة في مقتل شخص وإصابة شخص آخر بجروح خطيرة على إثر سقوط جدار عليهما في أحد الأحياء الشعبية ببلدية قصر الحيران 35 كلم جنوب عاصمة الولاية، كما تسببت ذات الرياح التي تجاوزت سرعتها 100 كلم في الساعة حسب مصالح الأرصاد الجوية الى احتجاب الرؤية مما نجم عنه إصابة طالبتين جامعيتين بكسور بعد صدمهما من طرف سيارة من نوع شيفرولي بالقرب من مفترق الطرق المحاذي للاقامة الجامعية بوشريط لشخم أثناء محاولتهن قطع الطريق، حيث تفاجأ بالسيارة التي كانت تسير بسرعة على مستوى الطريق الوطني رقم واحد، وقد تم نقلهما على جناح السرعة الى مصلحة الاستعجالات بمستشفى احميدة بن عجيلة لتلقي الاسعافات الاولية. وفي السياق ذاته فقد أدت العواصف الرملية الى انقطاع الكهرباء في كثير من بلديات الولاية ليلة الاربعاء والخميس خاصة بلديات تاجموت وحاسي الرمل وحاسي الدلاعة والاغواط، مما تسبب في قطع التزود بالمياه على السكان وتعطل أجهزتهم الالكترونية ما اضطرهم الى اقتناء الشموع لإضاءة منازلهم التي امتلأت بحبيبات الحصى والرمل المتطايرة التي تسببت في قطع مئات الاشجار وإشارات المرور، حيث انعكس ذلك على حركة المرور خاصة في مدخل الولاية من الجهة الجنوبية الى غاية مفترق الطرق المؤدي الى بلدية بن ناصر بن شهرة. كما تسببت ذات العواصف الهوجاء في تطائر خيم بعض الموالين بالقرب من بلدية حاسي الدلاعة وفقدان بعض المواشي الى جانب تسجيل حريق بأحد البيوت القصديرية على إثر انفجار قارورة غاز بوتان بالقرب من المنطقة الصناعية حاسي الرمل. وفي سياق متصل فقد تم اكتشاف ليلة الاربعاء جثة شخص في حالة متقدمة من الانحلال بأحد أحياء الاغواط بعد اختناقه بسبب تسرب غاز أوكسيد الكاربون المنبعث من مدفأة منزله كما خلفت ذات الرياح خسائر كبيرة لفلاحي عين ماضي وتاجموت بعد اقتلاع الرياح لعشرات الاشجار المثمرة. * * الاضطرابات الجوية تكبّد الصيادين ببومرداس خسائر فادحة * خلفت الاضطرابات الجوية التي سادت عديدا من مناطق الوطن نهاية الأسبوع الماضي عن خسائر فادحة في عديد القطاعات على غرار الفلاحة، التي تضررت من الرياح، وقطاع الصيد الذي كان أكبر ضحايا الاضطراب الجوي. فقد تسببت سرعة الرياح التي فاقت 70 كلم في الساعة في بعض مناطق ولاية بومرداس في تدمير، وضياع عديد قوارب الصيد، وتمزق وفقدان مئات الأمتار من الشباك المستعملة في عملية الصيد. * فبميناء زموري تضررت بعض القوارب جراء الرياح، فيما تمزقت عشرات الشباك، وهو نفس الوضع الذي شهده ميناء جنات الذي رغم حداثة إنجازه لم يتمكن من صدّ قوة الرياح والأمواج، حيث فقد قاربان فيما تعرضت شباك الصيادين إلى أضرار مختلفة. وبمرفأ القوس بدلس، والذي لم يعرف أي أشغال لحماية ممتلكات الصيادين، سجّل به أكبر الخسائر، حيث فقد الصيادون أكثر من 4 قوارب صيد، فيما أصيبت عديد منها بأضرار في هياكلها، وفقد أيضا أكثر من 300 متر من الشباك. حجم الخسائر حسب الصيادين فاق 250 مليون سنتيم، فضلا عن الأضرار النفسية. وترجع حجم الخسارة المسجلة بهذا المرفأ الذي يعتبر من أوائل مصادر الإنتاج السمكي، إلى عدم إصلاحه، أو استفادته من مشاريع التأهيل، وهو ما رهن مستقبله. الصيادون طالبوا المصالح المسؤولة بجرد الخسائر، ومساعدتهم بالدعم من أجل إنقاذ نشاطهم. * * الفيضانات تشرد عائلات بخميس مليانة * تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها ولاية عين الدفلى منذ الأربعاء المنصرم في إحداث فيضانات مختلفة، كان أبرزها هيجان وادي سوفاي بمدينة خميس مليانة الذي أدى إلى تضرر عدد من السكنات الواقعة على حوافيه. * وحسب ما عاينته "الشروق" فإن منسوب المياه الآتية من الأعالي هو الذي هيج الوادي، فغمرت المياه العديد من المنازل في حي سوفاي على الطريق الوطني رقم 4 وأتلفت الكثير من أثاثهم على غرار بعض العائلات التي قضت ليلتها في العراء رغم الظروف المناخية الصعبة. كما اشتكى سكان حي القراقشة الواقع على مجرى الوادي من تصدع بعض البنايات وانغمارها بالماء والطمي، واضطر العديد من المواطنين من مستعملي الطريق الوطني رقم 4 مساء الخميس من تغيير وجهتهم بسبب المياه التي سدت الطريق الرئيسي في المدخل الشرقي للمدينة لأكثر من 3 ساعات، وخلفت الأمطار والرياح العاتية رعبا كبيرا في نفوس المواطنين. وعلمت "الشروق" من مصادر مطلعة أن أحياء أخرى غمرتها المياه، خاصة الأزقة الداخلية لحي الدردارة. * للإشارة، فقد تحركت السلطات البلدية محاولة التواجد في بعض المناطق المتضررة، حيث صادفت "الشروق" تواجد رئيس بلدية خميس مليانة ونائبه بحي القراقشة، أين قدم وعودا للمواطنين الذين التفوا حوله بإيفاد لجنة استعجالية للوقوف على عدد الحالات المتضررة وحجم ضررها، كما وعد بإتمام عملية تغطية الوادي وإصلاح الطريق. * * عاصفة رملية تعدت سرعتها 90 كلم في الساعة تضرب مناطق الجنوب * غطت سحب من الغبار الأصفر السماء وتعدت سرعة الرياح مساء الخميس ال90 كلم في الساعة وتحولت عدة مدن بغرداية يوم الخميس إلى مدن أشباح بسبب العاصفة الرملية القوية التي تعرفها مناطق وسط الصحراء. * أفاد ناقلون من ولاية غرداية بأن العشرات من الشاحنات المملوكة لخواص والتابعة للشركات العمومية حوصرت في عدة مواقع على مستوى الطريقين 01 و51 بفعل العواصف الرملية الشديدة التي عرفتها المناطق الجنوبية يومي الأربعاء والخميس الماضيين، والحالة السيئة جدا للطريق الوطني رقم واحد في عدة محاور منه فإن زحف الرمال واستحالة الرؤية أدى إلى شلل في هذه الطريق التي تعتبر شريان الحياة في مناطق وسط الجنوب. * واستحالت الحركة عبر مختلف الطرق الرابطة بين ولايات غرداية والأغواطوورقلة وتامنراست في ليلة الخميس إلى الجمعة الماضية، وعزلت الأحوال الجوية السيئة في نهاية الأسبوع الماضي العديد من المدن في الجنوب بفعل انعدام الرؤية التام والكثبان الرملية التي زحفت فوق الطرق الرابطة بين ولايات وسط الجنوب، ففي الطريق الوطني رقم واحد الرابط بين ولايتي غرداية والأغواط لم يتعد مجال الرؤية بسبب العاصفة الرملية ال20 مترا، ما حتم على اغلب الناقلين فيما بين الولايتين عدم المجازفة بالتنقل ونفس الشيء تقريبا على مستوى الطريق الوطني رقم 49 الرابط بين ولايتي غرداية وورقلة، وحاصرت الرياح القوية العشرات من أصحاب الشاحنات في الطريق الوطني رقم 51 المؤدي إلى ولاية أدرار بسبب الكثبان الرملية وانعدام الرؤية بصفة شبه كلية، وعلى مستوى الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين المنيعة وتامنراست اضطر أكثر من 30 من أصحاب الشاحنات الخفيفة والمقطورة المتجهة إلى تامنراست للتوقف في بلدية حاسي القارة في انتظار أن تهدأ العاصفة، وتفاقمت الأوضاع في ليلة الخميس إلى الجمعة بفعل زيادة قوة الرياح وتشبعها بكميات ضخمة من الأتربة، وتسببت الرياح الأعنف التي لم تشهدها مناطق شاسعة بالجنوب منذ سنوات في سقوط عدد كبير جدا من أشجار النخيل حسب إفادات لفلاحين من المنيعة ومتليلي وعدد من الجدران، فيما لم تسجل مصالح الحماية المدنية أي ضحايا.