حسمت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت، أمس، في ملف الأساتذة المتعاقدين، بتجديد رفضها مطلب الإدماج والتأكيد على ضرورة احترام قوانين الجمهورية والمشاركة في المسابقة الوطنية، مذكّرة بأن دائرتها الوزارية قدّمت جملة من التنازلات لصالح هذه الفئة التي اتهمتها برفض جميع محاولات التفاوض، رغم منحها الأولوية في تجديد العقود وتثمين خبرتها المهنية. دعت وزيرة التربية الوطنية الأساتذة المتعاقدين إلى احترام قوانين الجمهورية ووقف حركتهم الاحتجاجية، مجددة التأكيد على ضرورة المشاركة في المسابقة الوطنية التي قالت إن نصوص قانون الوظيف العمومي تعتبرها السبيل الأوحد للتوظيف بالقطاع، وفي ندوة صحفية نشطتها أمس بمقر الوزارة، حسمت بن غبريط في قضية المتعاقدين الذين اعتبرت مطالبتهم بالإدماج المباشر "غير قانونية"، مذكرة بوجود مئات الآلاف من المسجلين في المسابقة المنتظر تنظيمها نهاية هذا الشهر. وحول ذلك، أحصت الوزيرة 867 ألف و160 مسجل في مسابقة التوظيف لحد الآن وهو الرقم الذي يظل مرشحا للارتفاع، موضحة أن وزارتها "منحت أملا جديدا لهؤلاء في الحصول على عمل من خلال توسيع التخصصات"، وفيما يتعلق بمحاولات المتعاقدين الضغط على الوصاية بالإصرار على الإضراب، قالت بن غبريت إن المسجلين في مسابقة التوظيف هددوا بدورهم بالاحتجاج في حال تم إقصاؤهم والقفز على القوانين، مشددة على منح جميع الضمانات لإنجاح المسابقة وضمان الشفافية والنزاهة. واعتبرت الوزيرة بأن الحركة الاحتجاجية التي يقوم بها الأساتذة المتعاقدون، "قد حققت جملة من المكاسب"، مشيرة إلى أن وزارتها قدمت جملة من التنازلات لم يكن بالإمكان تقديمها من قبل، من خلال تثمين الخبرة المهنية واحتسابها في شكل نقاط تضاف إلى المعدل العام المحصل عليه في مسابقة التوظيف وكذا منح المتعاقدين الأولوية في تجديد عقودهم، غير أنها أشارت إلى أن الأساتذة أفشلوا جميع محاولات الوزارة للتفاوض. وفي الشق المتعلق بدعوة بعض نقابات القطاع شن إضراب وطني وشل المؤسسات التربوية يوم غد، دعت المسؤولة الأولى عن القطاع الشركاء الاجتماعيين إلى احترام قانون العمل والوظيف العمومي، مذكرة بأن جميع نقابات القطاع كانت قد وقعت على ميثاق أخلاقيات القطاع عدى نقابتي "كلا" و"كناباست" اللتين تدعوان إلى الإضراب يوم غد. إلى ذلك، شدّدت بن غبريت على ضرورة تغليب مصلحة التلميذ مذكرة بوجود حوالي 2 ملايين متمدرس سيجتازون الامتحانات الرسمية خلال أيام، ودعت إلى إنجاح الفصل الأخيرة من السنة الدراسية والحفاظ على استقراره، الذي قالت إنه يبقى مسؤولية الجميع.