تابع جمهور قاعة الموقار بالعاصمة أول أمس، أحداث رائعة المخرج مرزاق علواش "عمر قتلاتو" بأحدث تقنيات العرض السينمائي بعد 40 سنة من إخرجه، وحضر العرض وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي أشاد بالعمل الذي سمح بإحياء هذه الأفلام وتكريم سينمائيين وفنانين وتقنيين صنعوا العصر الذهبي للسينما الجزائرية، مبادرة للمركز الوطني للسينما والسمعي البصري للحفاظ على الذاكر ة السينمائية الوطنية سمحت بترميم 15 فيلما من كلاسيكيات الأفلام الجزائرية بتقنية حزمة السينما الرقمية، كما شجع الوزير المركز الوطني للسينما والسمعي البصري على مواصلة عملية الترميم مصرحا أن وزارته ستعمل على استرجاع أرشيف السينما الجزائرية الموجود في مخابر عدة بلدان اوروبية. وبحضور عدة شخصيات من الفن السابع الجزائري حيا ميهوبي أيضا الممثلين الرئيسيين في فليم "عمر قتلاتو" وهما بوعلام بناني وعزيز دقة، ومن جهته أكد مدير المركز الوطني للسينما و السمعي البصري مراد شويحي أن يجري ترميم عشرة أفلام أخرى حاليا من مجموع أكثر من 120 فيلما معني. وأكد أن الأفلام الخمسة عشر المترجمة إلى الفرنسية والإنجليزية والإسبانية ستكون متوفرة على وسائط أخرى من أجل تعميم عرضها في قاعات السينما والتلفزيون، وأشار إلى أنه سيتم عرض هذه الأفلام بالجزائر العاصمة خلال شهر رمضان. عملية ترميم الأفلام التي طالت15 فيلما من روائع الأعمال السينمائية الجزائرية التي قدمها عمالقة الفن السابع آنذاك على غرار حسان الحساني، رويشد، الحاج عبد الرحمان، يحي بن مبروك، سيدعي كويرات رحمهم الله وغيرهم من الأسماء التي رافقتها كاميرا مخرجين مميزين أمثال لخضر حميمة، مرزاق علواش، عمر العسكري، بن عمر بختي، موسى حداد، الغوتي بن ددوش ،بادر بها المركز الوطني للسينما والسمعي البصري لحفظ الذاكرة السينمائية الوطنية وتعريف الجيل الجديد بأمجاد السينما الجزائرية وهي تعيش عصرها الذهبي والتي ولدت من رحم الثورة الجزائرية وغيرة شباب مبدعين لم يكن يهمهم سوى تقديم أفلام في المستوى تترجم يوميات الجزائريين بكل ما كان يميزها مع تقديم رسالة هادفة تحيي شهامة المواطن البسيط كما تسلط الضوء على مختلف الظواهر التي كانت تميز المجتمع الجزائري بحلوها ومرها وهو ما نقلته كاميرا مرزاق علواش وهي ترافق عمر قتلاتو في يومياته انطلاقا من بيته في حي كليما دو فرانس بأعالي العاصمة مع عائلته مرورا بمكتبه وهو يلعب الرهان الرياضي ومداهماته لبائعي الذهب في الشارع "الدلالين" وصولا إلى سهراته مع رفقائه وحكايته مع العشق على طريقته وهو شاب قتلاتو الرجلة "عمر قتلاتو" الذي صوره مرزاق علواش في صيف 1976 في فترة دامت شهرين ليعرض بالجزائر سنة 1977 أين حقق نجاحا كبيرا ،حيث عرض آنذاك في قاعتين خلال 16 أسبوعا، ليتم عرضه في فرنسا في 315قاعة وتابعه 300000متفرج، حيث نجح مرزاق علواش في شد انتباه الجمهور وتحقيق المتعة في متابعة لقطات الفيلم في ساعة و 30 ثانية من خلال القالب الكوميدي الهادف الذي يختزل فيه خصال وظواهر معينة، مثلما يعكسه عنوان الفيلم المستوحى من العبارة الشعبية "قتلتو الرجلة". الفيلم الذي تابعه جمهور قاعة الموقار أول أمس بتقنية حزمة السينما الرقمية، رسم من خلاله المخرج شخصية عمر الذي أدى دوره الممثل بوعلام بناني، الشاب الجزائري موظّف في إحدى الدوائر الحكومية، رغم انه يعيش في شقة تغصّ بأفراد عائلته، أخواته وأهله وجدّه وجدّته وجد مخرجا للترويح عن نفسه مع أصدقائه ،حيث يجمع ويسمع مقطوعات موسيقية عربية وهندية التي يسجلها من الأفلام التي يتابعها يحتفي بها مع الأصدقاء وهنا يُبين المخرج ثقافة الذهاب إلى قاعات السينما التي كانت تميز المجتمع الجزائري في السبيعنيات اين كانت قاعات السينما تقدم أفلاما من أحدث ما كان يعرض في العالم وكل قاعة كانت تعرض نوع معين، منها الجزائرية، وتلك القادمة من هوليوود على غرار أفلام الكاوبوي، فضلا عن الأفلام الهندية وهو ما نفتقده اليوم في زمن التكنولوجيا الحديثة، في انتظار ترميم الأفلام المتبقية بأحدث التقنيات نتمنى أن ترمم قاعات السينما المتواجدة في العاصمة وإعادة فتح ما رمم على غرار سينما إفريقيا. للإشارة ،الى جانب " عمر قتلاتو" تم أيضا ترميم و رقمنة " حسان طيرو" لمحمد لخضر حمينة و" القلعة" لمحمد شويخ و" دورية نحو الشرق" لعمار العسكري و" بني هندل" للمين مرباح و" فجر المعذبين"لاحمد راشدي و " عطلة المفتش الطاهر" لموسى حداد.