في مبادرة للمركز الوطني للسينما و السمعي البصري للحفاظ على الذاكر ة السينمائية الوطنية، تم ترميم 15 فيلما من كلاسيكيات الأفلام الجزائرية بتقنية حزمة السينما الرقمية، سيكون لجمهور قاعة الموقار بالعاصمة فرصة متابعة أحداث رائعة المخرج مرزاق علواش "عمر قاتلاتو" الذي سيتم تقديمه بأحدث تقنيات العرض السينمائي بعد 40 سنة من إخراج هذا الفيلم الذي يترجم يوميات شاب جزائري "قاتلاتو"ا لرجلة في سنوات يعشق هو كذلك السينما في فترة السبعينيات. عملية ترميم الأفلام التي طالت 15 فيلما من روائع الأعمال السينمائية الجزائرية التي قدمها عمالقة الفن السابع آنذاك على غرار حسان الحساني، رويشد،ا لحاج رحيم، يحي بن مبروك، سيدعي كويرات رحمهم الله وغيرهم من الأسماء التي رافقتها كاميرا مخرجين مميزين أمثال لخضر حميمة، مرزاق علواش، عمر العسكري، بن عمر بختي، موسى حداد، الغوتي بن ددوش، بادر بها المركز الوطني للسينما والسمعي البصري لحفظ الذاكرة السينمائية الوطنية وتعريف الجيل الجديد بأمجاد السينما الجزائرية وهي تعيش عصرها الذهبي والتي ولدت من رحم الثورة الجزائرية وغيرة شباب مبدعين لم يكن يهمهم سوى تقديم أفلام في المستوى تترجم يوميات الجزائريين بكل ما كان يميزها مع تقديم رسالة هادفة تحيي شهامة المواطن البسيط كما تسلط الضوء على مختلف الظواهر التي كانت تميز المجتمع الجزائري بحلوها ومرها وهو ما نقلته كاميرا مرزاق علواش وهي ترافق عمر قاتلاتو في يومياته انطلاقا من بيته في حي كليما دو فرانس بأعالي العاصمة مع عائلته مرورا بمكتبه وهو يلعب الرهان الرياضي ومداهماته لبائعي الذهب في الشارع "الدلالين" وصولا إلى سهراته مع رفقائه وحكايته مع العشق على طريقته وهو شاب قاتلاتو الرجلة "عمر قاتلاتو" الذي صوره مرزاق علواش في صيف 1976 في فترة دامت شهرين ليعرض بالجزائر سنة 1977 أين حقق نجاحا كبيرا، حيث عرض آنذاك في قاعتين خلال 16 أسبوعا، ليتم عرضه في فرنسا في 315 قاعة وتابعه 300000 متفرج، حيث نجح مرزاق علواش في شد انتباه الجمهور وتحقيق المتعة في متابعة لقطات الفيلم في ساعة و30 ثانية من خلال القالب الكوميدي الهادف الذي يختزل فيه خصال وظواهر معينة، مثلما يعكسه عنوان الفيلم المستوحى من العبارة الشعبية "قتلتو الرجلة". الفيلم الذي سيتابعه جمهور قاعة الموقار يوم التلاثاء ابتداء من الساعة السابعة مساء بتقنية حزمة السينما الرقمية، رسم من خلاله المخرج شخصية عمر الذي أدى دوره الممثل بوعلام بناني، الشاب الجزائري موظّف في إحدى الدوائر الحكومية، رغم انه يعيش في شقة تغصّ بأفراد عائلته، أخواته وأهله وجدّه وجدّته وجد مخرجا للترويح عن نفسه مع أصدقائه، حيث يجمع ويسمع مقطوعات موسيقية عربية وهندية التي يسجلها من الأفلام التي يتابعها يحتفي بها مع الأصدقاء وهنا يُبين المخرج ثقافة الذهاب إلى قاعات السينما التي كانت تميز المجتمع الجزائري في السبيعنيات أين كانت قاعات السينما تقدم أفلاما من احدث ما كان يعرض في العالم وكل قاعة كانت تعرض نوع معين، منها الجزائرية، وتلك القادمة من هوليوود على غرار أفلام الكاوبوي، فضلا عن الأفلام الهندية وهو ما نفتقده اليوم في زمن التكنولوجيا الحديثة، في انتضار ترميم الأفلام المتبقية بأحدث التقنيات نتمنى أن ترمم قاعات السينما المتواجدة في العاصمة وإعادة فتح ما رمم على غرار سينما إفريقيا.