انطلقت، الجمعة، فعليات المؤتمر الاستثنائي لجبهة "البوليساريو" الشهيد محمد عبد العزيز، بولاية الداخة بمخيمات اللاجئين، في أجواء امتزج فيها حزن فقدان الزعيم والقيادي الراحل محمد عبد العزيز، بفرح الحضور المكثف للوفود الأجنبية ومناصري القضية الصحراوية، وما باتت تحضى به من تأييد دولي وتوجه اممي لا رجعة فيه نحو تقرير مصير الشعب الصحراوي. وافتتحت اشغال المؤتمر في حدود الساعة التاسعة صباحا، بمشاركة ما يزيد عن 2600 مؤتمر، يمثلون كل فئات المجتمع الصحراوي، في ظروف محكمة التنظيم، تحت شعار "قوة، تصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة"، بمشاركة دولية نوعية ومكثفة من بينها ممثلو بلدان موريتانيا، جنوب إفريقيا، السلفادور، أسبانيا، غانا، وممثلو أحزاب وحكومات من بلدان أخر بإفريقيا وأمريكا اللاتينية، فضلا عن الحضور المتميز للجزائر، بوفد قادة وزير المجاهدين الطيب زيتوني ممثلا لرئيس الجمهورية، الذي بعث ضمنها دعوة الصحراويين إلى صون المكاسب المحققة في فترة الرئيس الراحل محمد عبد العزيز. وامتزجت خلال هذا المؤتمر الذي انعقد في أجاله القانونية، دموع فقدان شهيد القضية الصحراوية محمد عبد العزيز، بشموع الفرح بما اكتسبته جبهة "البوليساريو" من شرعية دولية وفرض احترام المجتمع الدولي للجمهورية العربية الصحراوية، وغيرها من المكاسب الثمينة التي وضعت الاحتلال المغربي تحت ضغط المجتمع الدولي المطالب بتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. وتفاعلت قاعة المؤتمر مع مداخلة الرئيس الصحراوي المؤقت خطري أدوه، الذي ألح على ضرورة الخروج من المؤتمر بقوة وتحد "للتعنت" المغربي و"مهاتراته"، معتبرا وفاة الرئيس محمد عبد العزيز ليست فاجعة فحسب لعائلته بل لكل الشعب الصحراوي. فمحمد عبد العزيز يقول –خطري أدوه- " لم يكن يستسغ أن يناديه أحد بالرئيس، لولا أن الأعراف الدبلوماسية تقتضي ذلك، معتبرا الظرف الذي ينعقد فيه هذا المؤتمر بالهام، "نظرا للتطورات المهمة التي تشهدها القضية الصحراوية وتعزيز "جبهة البوليساريو" مسارها على كل المستويات، بجعل قضيتها تتخطى البعد الافريقي إلى البعد الدولي. عائلة الرئيس الراحل محمد عبد العزيز حضرت المؤتمر بكلمة مزلزلة للمشاعر فالكل تأثر وأذرف دمعا لابن للكلمة التي ألقاها لحبيب محمد عبد العزيز ابن الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز، التي وصف فيها والده ب "الراحل الذي لم يرحل"، قائلا بأن لقاءاته النادرة مع العائلة كان يسخرها دائما للحث على الثبات وتعزيز الروح واللحمة الوطنية للصحراويين. وأضاف لحبيب محمد عبد العزيز أن أباه كان يستأنس بالنضال السلمي للصحراويين، فكانت الإضرابات والاحتجاجات مسكنا لآلامه، ويقينا له بأن النصر قريب لا محالة. وصادق المؤتمرون على قانون سير المؤتمر وتعيين مكتبه برئاسة عبد الله لحبيب، كما عين لجان العمل المختلفة تمهيدا لعملية انتخاب الأمين العام الجديد لجبهة البوليزاريو، المرتقب ان تشهد تنافسا بين ثلاث قيادات صحراوية وازنة.