افتتاح أشغال المؤتمر الدولي حول المدفوعات الرقمية في الجزائر    حوادث الطرقات: وفاة 24 شخصا وإصابة 1516 آخرين خلال أسبوع    المهرجان الثقافي الوطني لعكاظية الشعر الشعبي بمثابة المكافأة التي يستحقها أهل الشعر في الجزائر    الرئيس يأمر باستحداث هذه الوكالة..    توقيع اتفاقية تقنية مع فيدرالية الفندقة والسياحة    ضخّ تدريجي للقهوة بالسعر المسقّف    فرنسا تُرحّل مئات الجزائريين    انتصار كبير للصحراويين    العُدوان الصهيوني على غزّة كارثة    جزائري يتوّج بجائزة أنغولا    الأهلي يعرض قندوسي للبيع    12 سنة على وفاة الشاذلي بن جديد    انطلاق البرنامج الوطني للتظاهرات الرياضية    الرئيس يستقبل سفيرَيْ الصين واليابان    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: أفلام وثائقية فلسطينية تنقل تفاصيل حرب الإبادة في غزة    معرض وطني للألبسة التقليدية بقسنطينة    اللجنة العربية لنظم الدفع والتسوية تجتمع بالجزائر.. بحث سبل تعزيز التعاون بين المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية    تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية.. الشروع في الضخ التدريجي لمادة البن بالسعر المسقف في أسواق الجملة    كرة القدم/كأس الكونفدرالية الإفريقية: اتحاد الجزائر يفتتح المنافسة أمام اورابا يونايتد (بوتسوانا)    قرار إبطال الاتفاقين التجاريين بين الاتحاد الأوروبي والمغرب سيكون له أثر مهم على "الاجتهاد القضائي" للمحكمة    اجتماع تنسيقي بوزارة الصحة لمتابعة الوضعية الصحية بالمناطق الحدودية    الرئاسيات بتونس: فوز قيس سعيد بعهدة ثانية بنسبة 7ر90 بالمائة    حمدان: معركة "طوفان الأقصى" مستمرة على خطى الثورة الجزائرية المباركة    قرار رئيس الجمهورية زيادة المنحة السياحية سيعطي أريحية للمواطنين الراغبين في السفر    سفير اليابان ينوه بمستوى العلاقات الممتازة بين الجزائر وبلاده    غرداية.. 9 اتفاقيات تعاون لتدعيم فرص التكوين عن طريق التمهين    قالمة.. الشروع قريبا في إنجاز أكثر من 2000 وحدة سكنية جديدة بصيغة العمومي الإيجاري    اجتماع مكتبي غرفتي البرلمان وممثل الحكومة    محرز يخيّب الآمال    انتشار فيديوهات تشجّع على زواج القصّر    المجلس الشعبي عضو ملاحظ    لا زيادات في الضرائب    فتح التسجيلات اليوم وإلى 12 ديسمبر 2024    ارتفاع قياسي في درجات الحرارة بداية من نهار اليوم    خنشلة : فرقة مكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية توقيف 04 أشخاص قاموا بتقليد أختام شركة    مطالبة أطراف فرنسية مراجعة اتفاق 1968 هو مجرد "شعار سياسي"    الحوار الوطني الذي كان قد أعلن عنه سيكون نهاية 2025    إجمالي ودائع الصيرفة الإسلامية لدى البنوك يفوق 794 مليار دج    الاستلاب الثقافي والحضاري..!؟    رفع منح.. السياحة والحج والطلبة داخل وخارج الوطن    مستغانم : الشرطة القضائية بأمن الولاية توقيف مدبر رئيسي للهجرة غير الشرعية    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: عرض أعمال تروي قصص لتجارب إنسانية متعددة    رئيس الجمهورية يأمر بمتابعة حثيثة للوضعية الوبائية في الولايات الحدودية بأقصى الجنوب    رئيس الجمهورية يأمر برفع قيمة المنحة السياحية ومنحتي الحج والطلبة    الجائزة الدولية الكبرى لانغولا: فوز أسامة عبد الله ميموني    خلال تصفيات "كان" 2025 : بيتكوفيتش يسعى لتحقيق 3 أهداف في مباراتي توغو    افتتاح مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي    المنافسات الافريقية للأندية (عملية القرعة): الاندية الجزائرية تتعرف على منافسيها في مرحلة المجموعات غدا الاثنين    انطلاق عملية التصويت للانتخابات الرئاسية في تونس    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: فيلم "ميسي بغداد" يفتتح المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يعود بعد 6 سنوات من الغياب.. الفيلم الروائي الجزائري "عين لحجر" يفتتح الطبعة ال12    بيتكوفيتش يعلن القائمة النهائية المعنية بمواجهتي توغو : استدعاء إبراهيم مازا لأول مرة ..عودة بوعناني وغياب بلايلي    أسماء بنت يزيد.. الصحابية المجاهدة    دفتيريا وملاريا سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل القاطنين    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    عقوبة انتشار المعاصي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتخاب غالي تأكيد للتمسك بمسيرة الكفاح الوطني
وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك ل"صوت الأحرار"
نشر في صوت الأحرار يوم 29 - 07 - 2016

يؤكد وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك في حوار خص به "صوت الأحرار" أن انتخاب إبراهيم غالي رئيسا للجمهورية الصحراوية للمغرب والمجتمع الدولي رسالة قوية على التمسك بالكفاح الوطني ، ويعتبر أن الدبلوماسيين المغاربة هواة بدليل ارتكابهم أخطاء فادحة، ويشير إلى المعركة القانونية التي تخوضها البوليساريو في أروقة المحكمة الأوربية بخصوص إلغاء اتفاق الفلاحة مع المملكة المغربية، لبيرز أن الموقف الجزائري متقاسم مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة ودول كثيرة حول تقرير مصير الشعب الصحراوي ، موضحا أن الجزائر تحسد من طرف دول كثيرة على استقلالية القرارات السيادية.
تعرف القضية الصحراوية مستجدات بعد التحرك المغربي الأخير نحو الاتحاد الإفريقي، ما هي السياسة التي ستنتهجها البوليساريو للرد على المغرب؟
المغرب يفتقر إلى شروط الانضمام، لأنه دولة محتلة ولا تحترم مبادئ الاتحاد الإفريقي التي من ضمنها عدم احتلال الغير بالقوة، واحترام الحدود الموروثة عند الاستقلال، المغرب تجاوز هذه الحدود، فهو إلى جانب إسرائيل التي لا تعترف بحدود جيرانها وهذا يشكل خطرا على استقرار شمال غرب إفريقيا وإفريقيا والعالم جراء سياسته المعروفة بالتعنت وإغراق العالم بالمخدرات الوجه الثاني لعملة الإرهاب.
لاشك ، اتضح من سياسة المغرب وموقفه بالانسحاب من منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1984، أنه لا يهتم بالمنظمة القارية ولا بمبادئها وقوانينها وقراراتها، ومحاولته الآن العودة إلى الحظيرة الإفريقية يثبت أن سياسته التي انتهجها على مستوى منظمة الأمم المتحدة باءت بالفشل، الآن عمليا بعد تراجعه عن طرد المكوّن السياسي والإداري يريد أن يلفت أنظار الشعب المغربي داخليا، في اتجاه آخر، يلوّح أنه سيحرز على انتصار جديد على الساحة الإفريقية، في وقت يعلم الجميع أن موقف إفريقيا واضح بأن القضية الصحراوية قضية استعمار وأن الاتحاد الإفريقي يهدف إلى توحيد إفريقيا واندماجها وتكاملها على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
تلويح المغرب بالانضمام على حساب الدولة الصحراوية، على ما يؤشر هذا؟
الجمهورية الصحراوية عضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي وهي لا تقبل كما دول الأعضاء هذا الابتزاز المغربي اللاشرعي والذي يتعارض مواد القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، إضافة إلى ذلك، هناك مسطرة إجراءات مدونة في القانون التأسيسي تتعلق بطلب الدول للانضمام إلى الاتحاد، والمغرب لم يقدم طلبا إلى المفوضية الذي يعتبر شرطا أوليا ضمن الإجراءات المسطرية، كما أنه يفتقد إلى شروط الانضمام.
بالنسبة لجبهة البوليساريو سنطلب كغيرنا من الدول الأعضاء بالتمسك بمقتضيات القانون التأسيسي، أما فيما يتعلق بدعاية المغرب بطرد الدولة الصحراوية ليس أكثر من مغالطة، وهي موجهة للاستهلاك الإعلامي والداخلي، وحتى على المستوى الخارجي المغرب يغالط عندما يقول أن هناك دول تدعو لطرد الجمهورية الصحراوية.
قمنا باتصالات مع دول يقول المغرب أنها تساعده في مسعاه، كذبت لنا قطعيا وأكدت لنا أنها لن تذهب مع المملكة في أي مؤامرة ضد الاتحاد الإفريقي.
رغم علمه جيدا بموقف الدول الافريقية الوزانة من القضية الصحراوية، حاول المغرب استعطاف الاتحاد الإفريقي، بما تفسرون ذلك؟
مغالطة ومؤامرة تنم عن هدف، من وراء تحرك المغرب مصالح وأوساط دولية تريد ضرب انسجام منظمة الاتحاد الإفريقي التي أصبحت تقوم بدور كبير ولها كلمتها في المجتمع الدولي.
المغرب يسعى دائما إلى خلط الأوراق والدليل على ماحدث في القمة العربية الأخيرة بنواكشوط ، حيت احتج على نشر موريتانيا لخريطة الدول هي معتمدة بمنظمة الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوربي وكل المنظمات الدولية، وكأن موريتانيا أقدمت على فعل مناقض وهذا يهدف إلى تأليب المغاربة، لا توجد دولة في العالم تقر بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
عندما يقول المغرب أن موريتانيا بترت خريطته، فهذا كذب وتضليل.
ما تعليقكم على تصريحات مزوار الذي قال إن انسحاب الدولة الصحراوية سيكون بعد ستة أشهر؟
بعث المغرب رسالة إلى رئيس الاتحاد وليس إلى المفوضية المخولة بإرسال رسالته للدول، هو يقفز على الشرعية، تصريحاته كذبة ولدت ميتة ، يدل على الاستخفاف و الهلع الذي أصاب أصحاب الدبلوماسية المغربية التي تعودت على الضحك على أذقان المغاربة، تؤشر على نوع من الهواية لأن الدبلوماسيين المغاربة هواة ويرتكبون أخطاء فادحة جدا.
هناك معركة دبلوماسية وقانونية بين البوليساريو والمغرب في أروقة المحكمة الأوربية بخصوص إلغاء اتفاقية الفلاحة بين المغرب والاتحاد الأوربي، ما هي أوراق الضغط التي تستعملها البوليساريو لربح هذه المعركة؟
الإلغاء تم، فرنسا واسبانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوربي يريدون الضغط على المحكمة للتراجع عن هذا القرار، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تواطؤ هذه الدول، وفرنسا الوصي على النظام المغربي والمعرقل الرئيسي لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية والمؤيد للاحتلال المغربي منذ 1975، سنرى مدى استقلالية القضاء الأوربي وهل بإمكان المغرب وفرنسا واللوبيات المجندة أن تكسر ذراعه، المحكمة الأوربية أكدت حقائق معروفة في حكمها الصادر في نوفمبر الماضي والذي نص أن المغرب ليست له أي سيادة على الصحراء الغربية وأن أي اتفاق مع المغرب حول الثروات الصحراوية يعد لاغيا من كل الاتفاقيات، إذن استغلال المغرب للثروات الطبيعية الصحراوية يعد غير شرعي لأنه لا يملك السيادة عليها.
ولو أن الاستئناف لا يمس هذه النقطة، وإنما يقول إن البوليساريو ليس لها الأهلية للتقدم أمام المحكمة الأوربية كما تدعي فرنسا وأنها لا تمثل الشعب الصحراوي، وهذا كذب يخالف الواقع، لأن منظمة الأمم المتحدة تعترف بالجبهة كممثل شرعي ووحيد في لوائحها سنة 1979 و1980، كما أنها تتفاوض مع المملكة بإشراف أممي وهي الموّقعة على اتفاق وقف إطلاق النار ومخطط التسوية سنة 1991، كما أن الجبهة هي الموقعة على اتفاقيات جنيف.
وعلى هذا الأساس، فان فرنسا كما تراجعت على مراجعة قانون ملاحقة المسؤولين المغاربة المتورطين في التعذيب جرائم ضد الإنسانية وفرضت على البرلمان الفرنسي تغيير المعاهدات القضائية مع المغرب، فهي تحاول كذلك لي ذراع المحكمة الأوربية لمساعدة المغرب.
حققت "البوليساريو" مكسب عودة بعثة "المينورسو"، كيف حصل هذا؟
طبعا، نحن متواجدون في نيويورك،المغرب بطرده للمكون الإداري والسياسي لبعثة المينورسو، قام بالدوس على صلاحيات مجلس الأمن، فهو يقول إن قرار الطرد جاء ردا على تصريحات الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون الذي وصف التواجد المغربي في الصحراء الغربية بالاحتلال، وهذا ما تؤكده قرارات المنظمة الأممية واللوائح الدولية التي تشير إلى أن المغرب ليس القوة المديرة وإنما هي قوة احتلال.
عمل البوليساريو يتماشى وينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة، ومادام المغرب داس على صلاحيات مجلس الأمن، فهذا الأخير قرر عودة البعثة بكل مكوناتها وأن تعمل بكل طاقتها وتضطلع بمهمتها المتمثلة في تنظيم الاستفتاء.
عندما طرد المغرب المكون السياسي والإداري للمينورسو يريد تحويل مهمة تنظيم الاستفتاء إلى مهمة تقتصر على وقف إطلاق النار ليترك فقط المكون العسكري، وهذا مارفضه مجلس الأمن وهو موقف جبهة البوليساريو
راهن المغرب على طي ملف القضية الصحراوية بعد وفاة الرئيس عبد العزيز، ماتعليقكم؟
كل الاستعماريون يعتبرون أن القضايا هي قضايا أشخاص، فيما أن الحقيقة هي قضايا شعوب، فاختطف البصيري سنة 1970، واستشهد الشهيد الوالي مؤسس جبهة البوليساريو، بعد ذلك، تصاعد الكفاح الصحراوي، وسميت الهجمة العسكرية باسمه بعد استشهاده ثم هجمة هواري بومدين التي كسرت كل القوات المغربية الكبرى، والآن بعد استشهاد محمد عبد العزيز يعتقد المغرب أن القضية ستتبخر ، وان البوليساريو ستنفجر وأنها لعبة في يد المخابرات الجزائرية واللاجئون محتجزون في تندوف ، هذا يعتبر هراء وتزوير، لإعطاء نفس للمغاربة، الذي جهلّوا وخلقت لديهم الشوفينية وأعداء خارجيين "الجزائر وجبهة البوليساريو"، والحقيقة هي أن الشعب الصحراوي موّحد من أجل قضية الاستقلال الوطني.
فإذا حلت القضية الصحراوية، سيجد المغرب عدوا آخر لتحويل أنظار الشعب المغربي،وهذه لعبة استعملها النظام العلوي منذ البداية.
مازال الموقف العربي صامتا حيال القضية الصحراوية، هل الدبلوماسية الصحراوية تتحرك من أجل تغيير هذا الموقف خاصة وأن كثير من الشعوب العربية تجهل حقيقة النزاع الصحراوي بين البوليساريو والمغرب؟
الرأي العربي ينقسم إلى رأيين، رأي بعض الأنظمة التي هي الممول للحرب وتتمثل في دول خليجية هي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وكل الأوساط الإعلامية التابعة لها متواطئة مع المغرب وتروج لأطروحاته، إضافة إلى كثير من الأوساط المثقفة بين مزدوجتين تساند النظام المغربي نتيجة الجهل.
بالمقابل، هناك رأي كبير وواسع في أوساط الجامعات والشباب والنساء متضامنة مع القضية الصحراوية ولكن أصواتهم لاتصل نتيجة للواقع العربي ، التعتيم على قضاياهم أنفسهم، ماجعل القضية الفلسطينية لها صيت على الساحة العربية، لاستغلال هذه الأنظمة ففي وقت هي تتآمر عليها تستهلكه استهلاكا داخلي، لتلميع صورتها لدى شعوبها.
وحتى ملك المغرب صديق إسرائيل وعرّاب كل المؤامرات ضد القضية الفلسطينية، يترأس لجنة القدس.
الجامعة العربية هي أضعف تجمع إقليمي على الصعيد الدولي، فهي بعيدة أن تكون مثل منظمة أمريكا اللاتينية والاتحاد الإفريقي الذي أصبح لاعبا على الصعيد الدولي، وهي أضعف بكثير من لسيان منظمة دول شرق آسيا ولا تقارن بالاتحاد الأوربي.
غالبية أعضاء الجامعة العربية تتبع مصالحا غير المصالح العربية، الاستثناء فيها الجزائر وبعض الدول القليلة التي لها مواقف مشرفة من قضايا التحرر والإرهاب وقضايا دولية أخرى.
كيف تواجه "البوليساريو" فرنسا التي تمارس حق الفيتو ضد مشاريع القرارات التي تخص القضية الصحراوية على مستوى مجلس الأمن؟
نواجهها بالحوار على الصعيد الدولي وبالتضامن ، على الساحة الفرنسية هناك جمعيات وأحزاب سياسية مع القضية الصحراوية، وهناك في أوساط الدبلوماسية الفرنسية من يشمئزون من موقف فرنسا الرسمي المخزي، وهو يتناقض مع مصالح فرنسا على الصعيد الإقليمي وعلى مستوى القارة الإفريقية، فرنسا تدعي بأنها دولة الحريات وحقوق الإنسان وحقوق الشعوب، وللتذكير أن الدولة الفرنسية هي التي سطرت الحدود الصحراوية المغربية خلال اقتسمها للأراضي مع اسبانيا وهي الآن تساند المغرب لخرق هذه الحدود التي تعتبرها مبدأ مقدس ومن يمسه يريد استقرار القارة، على هذا الأساس فرنسا تساعد المغرب على زعزعة استقرار إفريقيا.
لا نجد صعوبة على المستوى الداخلي فرنسا، بالرغم من أن المغرب يعمل على شراء الذمم ويستغل كثير من وسائل الإعلام الفرنسية المسموعة والمرئية والمكتوبة الفرنسية، كما أن المملكة المغربية لها لوبيات في عديد من الدول ومازلت محمية من طرف فرنسا منذ اتفاقيات "إكس ليبان"، التي أعطت لها اليد العليا في المغرب سياسيا واقتصاديا ومازلت لحد الساعة فهي الراعية له.
كل الحكام الفرنسيون الذي حاول الابتعاد عن هذا الخط المسطر منذ نهاية الخمسينات يجد صعوبة نتيجة لشراء الذمم الذي يتبعه القصر الملكي.
تمارس المملكة المغربية تعتيما على ملف المعتقلين السياسيين الصحراويين غم التعتيم المفروض عليه من طرف السلطات المغربية، كيف تتصرف البوليساريو لتسليط الضوء على هذا الملف؟
وصل التضامن مع القضية الصحراوية إلى أن جل المنظمات الحقوقية الدولية الكبرى على غرار العفو الدولية و "رايتس وتش" و الفيدرالية العالمية لحقوق الإنسان حتى مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان شجبت وأدانت القمع الممنهج على الشعب الصحراوي، المواطنون العزل في الأراضي الصحراوية وجنوب المغرب والمواقع الجامعية، وهذا انتصار كبير للقضية الصحراوية وتضامن واسع و قوي.
بالرغم من أن المغرب يحاول التملص من هذا الملف الثقيل ، فهو يلاحقه نتيجة جرائم الحرب والإبادة، حتى المحكمة العليا الاسبانية أدانت المغرب لتورطه في جرائم إبادة للصحراويين الذي وجدوا في مقابر جماعية.
تعيش المدن الصحراوية المحتلة خناقا بوليسيا وعسكريا خطيرا، والمغرب يقوم بطرد المراقبين الدوليين باستمرار سواء تعلق ببرلمانيين حتى من الاتحاد الأوربي الذي تحكمه شراكه مع المملكة المغربية، فمنذ أيام تم طرد صحفيا ألمانيا.
يفتح المغرب الأبواب أمام الصحفيين الذين اشترى ذممهم لتلميع صورته لكنه فشل في ذلك أن العالم أصبح يعرف الحقائق على أرض الواقع، والسياسة التي ينتهجها النظام المغربي قائمة على منع التجمعات الاحتجاجية وتأسيس الجمعيات والتنكيل بالصحراويين في الشوارع، هناك مواجهات يومية بين المستوطنين المغاربة والصحراويين وهو مايشبه مايحدث في فلسطين المحتلة.
سياسة المغرب في الأراضي الصحراوية المحتلة استعمارية عنصرية، أي أحد يشارك في وقفة سلمية، إذا كان له عملا وقليل من الصحراويين من يعمل، فيقطع رزقه، يطرد من العمل، وينكل بعائلته، كما يزج بالكثير في السجون، على غرار ماحدث مع معتقلي مخيم أكديم إيزيك الذي سلّطت عليهم عقوبات تتتراوح بين المؤبد و30 سنة سجن، فالنظام المغربي يمارس ضغطا نفسيا، وسياسته تشبه ماكانت تعيشه جنوب إفريقيا في عهد نظام الأبارتيد، ولم تزد الشعب الصحراوي إلا تصميم على الصمود والمقاومة والانتماء إلى الانتفاضة.
هناك من يتحدث عن تيار داخل "البوليساريو" ينادي بالعودة إلى الكفاح المسلح، هل ترون أن هذا الخيار لازال قائما؟
ليس تيارا ولا خيارا، وإنما كل الصحراويين مجبرين، ومقتنعين أنه حان الوقت قيادة وشعبا وجيشا شبابا وكهولا، يقولون إن الشباب متحمسا لهذا الخيار، الحقيقة أن الكهول أكثر من الشباب، شعب مجمع على الكفاح الوطني بما فيه الكفاح المسلح.
تقاعس الأمم المتحدة على تأدية مهمتها وفشل المينورسو لحد الآن في تنظيم الاستفتاء، يؤجج هذا الشعور بالإحساس أن منظمة الأمم المتحدة نتيجة للعرقلة الفرنسيبة، فشلت وهناك نداء واسع منتشر في جميع الصفوف والمواقع في الأراضي المحتلة ، المحررة، المخيمات والملاجئ، يطالب بالعودة إلى الكفاح المسلح، لفرض الخيار الصحراوي القائم على الاستقلال، مادام الأمم المتحدة لم تف بالتزامها في تنظيم الاستفتاء الذي بموجبه يوجد وقف إطلاق النار، وهو جزء من المخطط ووسيلة بدونها لا يمكن تنظيم الاستفتاء.
الجبهة قبلت بوقف إطلاق النار مقابل تنظيم المغرب للاستفتاء، مدام المغرب يعرقل والأمم المتحدة هي الضامن للاتفاق الصحراوي المغربي وعاجزة عن التطبيق، فالنداء إلى الكفاح المسلح جامع.
وبعد 25 سنة من وقف إطلاق النار، مازالت "البوليساريو" تؤمن بالحل السلمي؟
نحن نؤمن بالحل السلمي والسلام لأن الشعب الصحراوي صاحب قضية، الأمم المتحدة تقوم بمجهودات، وكثير من الدول الوازنة في المنظمة تطلب الاستمرار في التعاطي مع مساعي الأمم المتحدة وإعطاء لها الوقت، صعب أن يفسر ذلك للصحراويين الذين ولدوا بعد وقف إطلاق النار.
هناك تلاعب من طرف مجلس الأمن نتيجة عرقلة فرنسا وتواطؤ الدول العظمى الأخرى، ولم يفرض شروطه، على فرنسا والمغرب الذي رفض الالتزام بالشرعية الدولية هذا موضوع شائك وصعب لأن الأمم المتحدة تقول إنها جادة وتصريحات بان كي مون الأخيرة تبرهن على ذلك، التزامها بالاتفاق بين الطرفين والبحث عن الحل السلمي الذي يضمن حق تقرير المصير.
من هذا المنطلق جبهة البوليساريو مازالت تتعاطى، مع العلم أن الصبر الصحراوي أصبح يتلاشى ويضعف في السنوات الأخيرة.
ماذا حملت لكم زيارة الأمين العام الأممي بان كي مون الأخيرة؟
منظمة الأمم المتحدة مصممة على تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، وبان كي مون رد على سؤال صحفي حول عدم تنظيم الاستفتاء قائلا إن المنظمة جاهزة لكن المسألة توجد بيد مجلس الأمن الدولي وهو الأمر الذي أغاض المغرب، إضافة إلى الحديث عن الاحتلال، وهي تصريحات تتماشى والمشروعية الدولية ولا غبار عليها، وهذا يعطي نفسا للصحراويين وشيئا من الأمل لوقوف المجتمع الدولي مع حق تقرير المصير، بعد فقدان وارتجاج الثقة لضعف الأمم المتحدة.
كيف تنظرون إلى مستقبل القضية الصحراوية في ظل انتخاب إبراهيم غالي رئيسا للجمهورية الصحراوية؟
سياسة الجبهة ستظل نفسها، وهي لا تسلك سياسة الأشخاص باعتبار أنها تضم هيئات ولها مؤتمرها ، الرئيس الجديد سينفذ سياسة الجبهة القائمة على التحرير، أذكر هنا أن السيد غالي هو أول أمين للجبهة وتقلد منصب وزير الدفاع لمدة 16 سنة، إيمانه قوي بقضيته وبشعبه، فانتخابه ضمانة قوية جدا لاستمرار الكفاح الوطني حتى التحرير الشامل والشعب الصحراوي بعث برسالة قوية للمغرب وللمجتمع الدولي بأنه متمسك بالاستقلال الوطني.
كيف ترون ثبات الجزائر على موقفها اتجاه القضية الصحراوية؟
الجزائر لم تقف إلى جانب الشعب الصحراوي فقط، بل مع كل قضايا التحرر، حتى وصفها الزعيم الثوري الإفريقي أميلكال كابرال بمكة الثوار يحجون إليها من طلب التأييد والمساندة، الجزائر وفية لتاريخها باعتبار أن الشعب الجزائري ضحى تضحيات جسيمة وقد تكون الثورة التحريرية الجزائرية أكبر ثورة تحريرية في العالم لما قدمته من مليون ونصف مليون شهيد رقم ثقيل للمعاني الإنسانية ، يدل على تشبت الجزائر شعبا وأحزابا وحكومة ومجتمع مدني بأخلاقيات تميزها عن غيرها.
الجزائر تقاسم موقفها مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة و دول كثيرة تؤيد حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، ولم تغير موقفها، وإذا ساندت الجزائر حركات التحرر في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وقضايا عربية على غرار القضية الفلسطينية، وأيدت حركات بعيدة عنها فهي تدعم شعب جار وترفض سياسة المغرب القائمة على مبدأ التوسع التي تضر باستقرار المنطقة والتي تستهدف الجزائر أيضا، والتاريخ يشهد أن المغرب سنة 1963 غدر بالجزائر وهي مازالت تضمد جراحها من الحرب التحريرية، ونفس الشيء قام به مع الصحراويين خلال الاحتلال الاسباني ، حيث كانت وحداتنا بين نار المغرب والمحتل الاسباني وكلما يقبض المغاربة على مقاتل صحراوي يتم تسليمه للقوات الاسبانية، كان هناك تواطؤ كبير بين المغرب واسبانيا.
عندما فشلت اسبانيا في احتواء الثورة الصحراوية، وحررت 90 بالمئة من الأراضي، قامت المغرب بالتأمر معها وتم الاجتياح العسكري سنة 1975، في وقت كان الصحراويون ينتظرون الاستقلال الوطني.
ألا تعتقدون أن الجزائر دفعت ثمنا باهضا لمناصرتها القضايا العادلة؟
طبعا الجزائر دولة وشعبا معززة بتاريخها الحافل بالتضحيات خاصة ثورة أول نوفمبر 1954، ينظر لها من طرف بعض القوى تحسد على أنها دولة من العالم الثالث تتبع سياسة مستقلة اتجاه الأحلاف، وتتمتع بالقرار السيادي المستقل، لا تقبل إملاء القرارات عليها من الخارج خاصة فرنسا التي لم تهضم بعد هزيمتها التي منيت بها في الجزائر والدليل التصريحات العنصرية و بكاء الفرنسيين على ماضيها الاستعماري .
كلما وجدت فرنسا وبعد الدوائر في الغرب فرصة لزعزعة استقرار الجزائر، إلا وقامت بمهاجمتها وانتقادها ، الإسلام في شمال إفريقيا لم يتعزز إلا عندما دخل الجزائر وهي التي عززت الإسلام في الأندلس والاستعمار لم يتمكن من اختراق إفريقيا إلا بعدما استعمرت الجزائر والاستقلال لم يحصل في غرب إفريقيا وشمالها إلا بعد تجميع قواتها في الجزائر وتحصلت دول على الاستقلال الشكلي.
الجزائريون الذين لم يقبلوا بالاستقلال الشكلي وبالحكم الذاتي ولا بتقسيم أرضهم، استطاعوا أن يفرضوا على فرنسا المعززة بالحلف الأطلسي الهزائم الكبرى.
سياسة الجزائر القوية المتمسكة بمسار الاستقلال الوطني ونجاحها في مواجهة مؤامرة الإرهاب بمفردها قبل العراق وسوريا وليبيا، أظهر الشعب الجزائري أنه قادر على دحض كل المؤامرات، وصارت الجزائر محج لكل من يواجهون آفة الإرهاب، التي كانوا يعتبرونها جزائرية محضة، ومثال في الاستقلال وصلابة المواقف والحكمة.
الجزائر كانت السباقة لإدانة الإرهاب وفي تجفيف منابعه وضرورة حل المشاكل التي تعيشها كثير من الدول العربية وفي الدول الإفريقية بالطرق السلمية على غرار مالي، حيث ساهمت في المفاوضات لحل الأزمة المالية، فأصبحت الدول الكبرى بما فيها فرنسا تكن الاحترام الكبير للموقف الجزائري المسموع على الساحة الدولية ومحجا لأن الجزائر سياسيا واقتصاديا وتاريخيا وجغرافيا العمود الفقري في شمال إفريقيا والقوة الصاعدة في إفريقيا والعالم العربي، وبفضل السياسة التي انتهجتها خاصة مع مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الصعيد الدولي أصبحت تتبوأ مكانة مرموقة وهذا ما يغيض جارة الجزائر الغربية التي تتخبط في أزمة هيكلية وشرعية لأن النظام العلوي محكوم عليه بالزوال، لأنه باع العرض والأرض تحت مظلة أسياده.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.