ندد القيادي في جبهة البوليساريو، امحمد خداد، بفرنسا الرسمية، والتي دفعت الإتحاد الأوربي إلى تبني مواقف مناهضة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وشدد رئيس الوفد الصحراوي في اللقاء الثلاثي الذي يجمع وفودا من الجزائروجنوب إفريقيا ونيجيريا على التأكيد أن موقف إفريقيا من القضية الصحراوية الداعم لجبهة البوليساريو هو بمثابة رسالة إلى أوربا من أجل تغيير موقفها الرافض لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بالذهاب إلى استفتاء عادل وشفاف· وقال القيادي الصحراوي لدى تدخله في جلسة اللقاء الثلاثي الذي نظم، أمس، بالجزائر العاصمة عشية الاحتفال بالذكرى ال 34 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، أن المغرب وبعد 34 سنة كاملة من الاحتلال فشل في فرض سياسة الأمر الواقع، رغم وجود عشرات الآلاف من الجنود في المناطق الصحراوية المحتلة وعناصر كبيرة من الأمن ووجود الكثير من المستوطنين الذين يعملون على تغيير الخارطة الديمغرافية للصحراء الغربية، هذا الفشل دفع المغرب إلى رفض الاستفتاء لأنه يعرف النتيجة مسبقا، وقال إن انتفاضة استقلال الصحراء التي انطلقت سنة 2005 مازالت متأججة وتتسع يوما بعد آخر· وقال إن الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي كان في زمن الرئيس السابق داعما للطرح المغربي، تحول مع مجيء باراك أوباما نحو خيار الاستفتاء، بدليل رسائل أوباما للملك المغربي محمد السادس التي تؤكد على هذا الخيار، لكن ذلك لا يكفي بسبب استمرار فرنسا الرسمية في دعم الاحتلال المغربي، والأمم المتحدة لا يمكن لها فعل أي شيء لأن فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن تدعم دائما الطرح المغربي في فكرة الحكم الذاتي· وأكد رئيس وفد جنوب إفريقيا في تدخله على الحرب التي تخوضها الدول الإفريقية ضد الكولونيالية والعنصرية من أجل ''عودة إفريقيا إلى الأفارقة''، وقال إن نضال الشعب الصحراوي في سبيل تقرير مصيره يدخل في سياق نضال كل الشعوب الإفريقية، وذكّر بنموذج المناضل نيلسون مانديلا الذي أكد أن النضال والحق لا يمكن أن يتغلب عليه الاستعمار مهما كانت وسائله وقوته، وقال إن ''استقلال الصحراء الغربية يعني استقلال المغرب أيضا''· وقال سفير دولة نيجيريا في الجزائر الذي كان من ضمن الوفد النيجيري المشارك في اللقاء الثلاثي الإفريقي لدعم استقلال الصحراء الغربية، إن للدولة التي يمثلها موقف مبدئي من قضية الصحراء الغربية يتمثل في حق شعبها في تقرير مصيره واقترح عدة خيارات من أجل دعم الشعب الصحراوي وقيادته في سبيل الاستقلال· وشاركت في اللقاء الثلاثي للحركة الإفريقية للتضامن مع الشعب الصحراوي بالجزائر، أمس، منظمات شعبية وبرلمانيون وحقوقيون من جنوب إفريقيا ونيجيريا، إضافة إلى بعض المنتخبين الفرنسيين· أسئلة إلى: امحمد خداد ما الفائدة من مثل هذه اللقاءات والمغرب نجح في فرض سياسة الأمر الواقع في الصحراء الغربية بعد 34 سنة كاملة من الاحتلال؟ هذه صرخة من إفريقيا، من الدول التي لها وزن تاريخي واقتصادي وديمغرافي وثقافي في إفريقيا تعلن عن تنسيق العمل المشترك للتضامن مع الشعب الصحراوي، وتناشد المغرب أن يحترم مبادئ القارة الإفريقية ويحترم القانون الدولي، يجب عليه أن يرجع إلى الاتحاد الإفريقي ويحترم خيار الشعب الصحراوي· دول بحجم الجزائروجنوب إفريقيا ونيجيريا، هل من شأنها قلب المعادلة في القضية؟ بطبيعة الحال هذه دول لها وزنها ولها كلمتها، فنيجيريا عضو في مجلس الأمن ولها كلمتها في الأقطار الإفريقية، والأمر ينطبق أيضا على جنوب إفريقيا والجزائر المعروفة بدورها في التحرر وظلت دوما مكة للثوار، ودعم كل حركات التحرر في العالم، ومن خلال هذه الدول المحورية والكبيرة، فإن إفريقيا تجدد دعمها للشعب الصحراوي بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية· في تدخلك، أكدت على الدور السلبي لفرنسا الرسمية، هل من شأن هذه الدول الإفريقية المحورية الضغط على فرنسا من أجل تغيير موقفها من قضية الصحراء الغربية؟ هذا نداء لفرنسا ونداء لأوروبا حتى تأخذ بعين الاعتبار الموقف الإفريقي الذي هو واضح كل الوضوح، ويؤكد على وجوب احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، فهذا هو صوت إفريقيا، وبالتالي فعلى فرنسا ألا تتجاهل هذا الأمر·