الانتحار في الشريعة الإسلامية كبيرة من الكبائر ولا يجوز للمسلم أن يقتل غيره ولا أن يقتل نفسه، قال تعالى: »ولا تقتلوا أنفسكم، إن الله كان بكم رحيما« )النساء.29(. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يديه يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا فيها أبدا« أخرجه البخاري ومسلم. وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال »من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة« رواه البخاري ومسلم. ولذلك ندعو هؤلاء الشباب الغاضب إلى أن لا يقتلوا أنفسهم ولا يحرقوا أنفسهم وأن لا يتخذوا من البوعزيزي قدوة لهم، فالبوعزيزي نتيجة الظلم قد يكون فقد عقله تلك اللحظة، وفاقد العقل في الشريعة الإسلامية غير مكلف ولا إثم عليه، أما موجة الانتحارات التي نسمع بها في الجزائر، حتى أن بعض المنتحرين يتصل بالصحافة ويخبرهم أنه سيحرق نفسه في الوقت الفلاني، في المكان الفلاني، وبعضهم يوصي أصدقاءه ليأخذوا له صورا عبر الهاتف الجوال لينشروها في اليوتوب والانترنت، ويكون سعيدا ليجد صورته في وكالات الأنباء والصحافة، فهذا قد ارتكب إثما وكبيرة من الكبائر، فقد فجع نفسه وفجع والديه وإن كانت له زوجة وأطفال فقد فجعهم أيضا، والذي يحرق نفسه بسبب مشاكل دنيوية يكون قد خسر دنياه وآخرته، ولذلك أقول: مسألة البوعزيزي صادفت قضاء وقدرا، لقد قضى الله بسقوط الطاغية في ذلك الوقت، فلا يجوز الإقتداء بالبوعزيزي أبدا، نسأل الله الرحمة لهؤلاء المنتحرين وأن يغفر لهم، وأن يتوب عليهم وأن يسامحهم، فالمنتحر مسلم عاصي، يصلى عليه ويغسل ويكفن ويدفن في مقابر المسلمين.