يشرف اليوم جمال ولد عباس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني على أول اجتماع للمكتب السياسي بعد تعيينه أمينا عاما للأفلان، وهو الاجتماع الذي من المقرر أن يتضمن دراسة عدد من الملفات الهامة، على الصعيدين التنظيمي والسياسي، خاصة فيما يتعلق بإستراتيجية التحضير للانتخابات المقررة في سنة 2017. يعقد المكتب السياسي لحزب جبهة الحرير الوطني اجتماعه اليوم على وقع الحراك الذي يشهده الحزب، حيث تم تعيين جمال ولد عباس أمينا عاما جديدا للأفلان، خلفا لعمار سعداني الذي قدم استقالته أمام اللجنة المركزية المنعقدة السبت الماضي بفندق الأوراسي، حيث يكون أمام جمال ولد عباس العديد من التحديات ولعل أبرزها الفوز بالاستحقاقات المقررة في سنة 2017. والمؤكد أن ولد عباس يدرك حجم الرهانات التي ينتظرها الأفلان، خاصة فيما يتعلق بتكريس ريادته سياسيا، حيث سيحمل ولد عباس على عاتقه تعزيز هذه المكانة من خلال ضبط إستراتيجية حقيقية للتحضير للمواعيد الانتخابية المقررة في سنة 2017، خاصة فيما يتعلق بالانتخابات التشريعية التي تعد امتحانا حقيقيا للحزب في سبيل الحفاظ على أغلبية المقاعد في الغرفة السفلى والتي كانت تتويجا لانتخابات 2012. ومن منطلق قناعته أن تحقيق هذه الغاية يتطلب توحيد الصفوف، فقد وضع جمال ولد عباس ضمن أولى أولوياته العمل في اتجاه لم شمل أبناء الحزب، يعد أن وجه عقب تعيينه أمينا عاما جديدا للحزب رسائل صريحة في اتجاه دعم وحدة الحزب وتعزيز المصالحة بين أبنائه وهو ما أكد عليه، الأحد الماضي، في خرجته إلى المنزل الذي احتضن اجتماع الستة التاريخيين بالرايس حميدو، عندما وجه نداء قال فيه »إن أبواب الأفلان مفتوحة أمام مسؤولي الحزب السابقين دون إقصاء ودون شروط«. والملاحظ أن نداءات جمال ولد وجدت صداها لدى عدد من القياديين السابقين في الحزب الذين ثمنوا فتح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني باب المصالحة، وسعيه نحو لم الشمل وتوحيد الصف بين جميع أبناء الحزب في صورة رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق عبد العزيز زياري، الذي قال انه يفكر في وضع حد لاستقالته السياسية والعودة إلى نشاطه الحزبي، إضافة إلى إبراهيم بولحية عضو مجلس الأمة الأسبق الذي عبر عن رغبته في الاستجابة لدعوة الأمين العام جمال ولد عباس. ولأن حزب جبهة التحرير الوطني يملك من الإرث التاريخي والمواقف السياسية على جميع الأصعدة فان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الجديد سيحمل على عاتقه تكريس هذه المواقف، خاصة فيما يتعلق بدعم برنامج رئيس الجمهورية والحفاظ على امن واستقرار البلاد واللذان يعدان الحلقة الأولى التي يجتمع حولها مناضلو الأفلان، خاصة وان اللجنة المركزية في اجتماعها الأخير قد جددت تأكيدها على الدعم المطلق للرئيس بوتفليقة.