استنكر الاتحاد العام للعمال الجزائريين، الاتهامات التي وجهها سعيد سعدي رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، لقياديين في المركزية النقابية، بالسعي لإحباط المسيرة التي دعا إليها الأرسيدي، نهار اليوم بالعاصمة، رغم قرار حظر المسيرات. بلهجة قوية وحادة ردت الأمانة الوطنية للاتحاد العام للعمال الجزائريين في بيان عقب اجتماعها أول أمس، على ادعاءات، زعيم الأرسيدي الذي اتهم قياديين في المركزية النقابية »باستئجار« 11 شابا لإفشال المسيرة المنتظرة اليوم، وجاء في البيان أن »هذه الادعاءات خطيرة وتنم عن اللاوعي الذي يطبع قياديي التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، فضلا عن انسلاخهم من أخلاقيات العمل السياسي«. ولم يتوقف بيان المركزية النقابية عند هذا الحد، بل شدد التأكيد على أن لجوء الأرسيدي إلى توجيه الاتهامات لقياديين في الاتحاد يعكس ضعف التمثيل السياسي لهذا الحزب وجهل قياداته للواقع الوطني. وخلص البيان إلى القول »إن الاتحاد العام للعمال الجزائريين وفي لخطه المدافع عن مصالح العمال الجزائريين والتي تقتضي كذلك الحفاظ على الاستقرار الوطني«، مذكرا أن »حماية وسائل الإنتاج والشغل هي من أولويات المهام النقابية«. ويأتي الرد القوي للمركزية النقابية، بعد بيان صادر عن الأرسيدي، نقلته بعض الصحف الوطنية يتهم فيه القيادي في المركزية النقابية صالح جنوحات باستئجار 11 شابا من أحياء العاصمة للتشويش على المسيرة التي دعا إليها انطلاقا من ساحة أول ماي إلى مقر البرلمان. وحسب بعض المراقبين فإن مسارعة الأرسيدي إلى توجيه الاتهامات للمركزية النقابية وقبلها للتجمع الوطني الديمقراطي بالسعي لإفشال مسيرته المرتقبة، ما هو إلا تبرير مسبق للفشل المحتمل لخطوة الأرسيدي التي تخالف قانون حظر المسيرات بالعاصمة، فضلا عن ذلك كون حزب سعدي الذي عرف حملة استقالات واسعة في صفوف إطاراته في السنوات الأخيرة، يحاول تسجيل حضور إعلامي أكثر منه سياسي للتغطية على التآكل الذي يشهده الأرسيدي في مفاصله الرئيسية.