أكد رئيس مجلس الأمة, عبد القادر بن صالح ,أمس، بسان بيترسبورغ الروسية, حرص الجزائر على تعزيز مساهماتها من أجل بناء السلم والحد من النزاعات, حيث كرست في هذا الاتجاه مبدأ التسامح بين أفراد المجتمع من خلال ميثاق السلم و المصالحة الوطنية والتدابير الحضارية المرتبطة به جدد بن صالح، في كلمة له في الجمعية ال 137 للاتحاد البرلماني الدولي التي يشارك في أشغالها على رأس وفد برلماني يمثل الغرفتين, حرص الجزائر على تعزيز مساهماتها من أجل بناء السلم والحد من النزاعات وإقامة شراكة قوية وتعاون بناءي وتوجيه الجهود لتجسيد أهداف الألفية الثالثة خاصة في ظل تزايد النزاعات والاضطرابات الأمنية في العديد من دول العالمي على غرار بعض المناطق في إفريقيا والشرق الأوسط, جراء تداخل عوامل داخلية وخارجية عطلت مسيرة التنمية وأعاقت عملية البناء الديمقراطي والمؤسساتي. وفي نفس التوجه كرست الجزائر مبدأ التسامح بين أفراد المجتمعي من خلال ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وكل التدابير اللاحقة المرتبطة بهي الذي بادر به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة باعتبارها تدابير حضارية مكرسة للتسامح, يقول بن صالح. وواصل رئيس مجلس الأمة مذكرا في هذا الصدد بأن تعزيز الحوار بين الأديان والأعراق هو عمل تضطلع به المؤسسات التي لها صلة مباشرة مع الشعوبي وفي مقدمتها منظمات المجتمع المدني والمجالس التشريعية وذلك من خلال استغلال الآليات المتاحة لتقريب وجهات النظري والعمل على تكريسها في تشريعاتها الوطنية, حيث انتهجت الجزائر في هذا الإطار إستراتيجية إصلاح عميقة توجت بتعديل دستوري في السنة الماضية تضمن أحكاما تعزز المكاسب الديمقراطية وتكرس مبدأ المساواة بين الجنسين و تعزز الهوية الوطنية من خلال دسترة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية تعمل الدولة على ترقيتها وتطويرها بكل تنوعاتها اللسانية المستعملة. كما لفت بن صالح في سياق ذي صلة إلى أن الحديث عن السلام والتعدد الثقافي لا يجب أن يغفل العلاقة التي تجمعهما مع التنمية والديمقراطية التشاركية و الاهتمام بمعضلة الأمن الغذائي والعمل على الحد من الهوة الرقمية التي تعمق الفارق بين الشمال والجنوبي مما يعرقل الجهود الرامية إلى التسامح والتضامن بين الدول.وفي مجال مكافحة الإرهاب, شدد بن صالح على أن الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها مناطق عديدة في العالم لا تتطلب التنديد فحسبي بل تستوجب تجديد العزم وتحيين الوسائل للقضاء على هذه الآفة, متوقفا عند الرهان الذي رفعته الجزائر حول عالمية الإرهاب منذ تسعينيات القرن الماضي باعتباره آفة عالمية لا تعترف بحدود ولا ثقافاتي تفرض على المجموعة الدولية مضاعفة الجهد من أجل استئصالها. كما عاد أيضا للتذكير بالمقاربة التي لا طالما تبنتها الجزائر عندما يتعلق الأمر بتسوية الأزمات والنزاعات، حيث فضلت دائما, وفاء لمبادئها, خيار الحل السياسي لتسوية النزاعات سواء في ليبيا أو مالي أو سوريا أو في اليمن. كما أنها تعتقد أنه لا حل لقضية الصحراء الغربية دون تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره وفقا لمبادئ الشرعية الدولية وتجدد مرة أخرى دعمها للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفي ذات المنحى, تعتبر الجزائر أن المآسي التي يتعرض إليها مسلمو الروهينغا تفرض تحركًا دوليا عاجلاً وفاعلاً, يضيف بن صالح الذي خلص إلى التأكيد على ضرورة تشجيع الحوار بين الأديان والأعراق من أجل تقدم الشعوب ونمائها والقضاء على كل أشكال التعصب والتطرف والعنف.