ضيفتنا لعدد اليوم من "يوميات صائم"، سلمى، عشرينية ماهرة في إعداد الخبز ومختلف العجائن التقليدية، امتهنت هذه "الصنعة "واجتهدت فيها بعد أن عجزت عن إيجاد وظيفة تناسبها، أكدت لنا خلال الدردشة التي جمعتنا بها أن عملها شاق ومتعب إلا أن رمضان فرصة سانحة لها وللماكثات في البيت مثلها لإبراز قدراتهن في "صنعة اليدين"المرتبطة بالشهر الكريم وتوفير بعض المال. "سلمى"، شابة تبلغ من العمر 27 سنة، خريجة كلية العلوم السياسية والإعلام، امتهنت صنع الخبز التقليدي "المطلوع" منذ صغرها واتخذته مصدرا لرزقها بعد عجزها عن الظفر بوظيفة تلاءم التخصص الذي درسته. أكدت سلمى أنها تعلمت صناعة العجائن التقليدية من والدتها وهي في سن صغيرة، وبعد وفاة والدها وجدت نفسها مجبرة على إعانة عائلتها المتكونة من ثلاث بنات عن طريق هذه المهنة لتكسب بها بعض النقود ، "مهنة صنع العجائن التقليدية صعبة وشاقة خصوصا أيام الحر أين تشتد الحرارة التي تنبعث من الأفران المخصصة لطهي المطلوع في رمضان لكن بالرغم من صعوبتها أقول الحمد لله على كل شئ كاين لي ما لقاوهاش". وعن يومياتها في الشهر الكريم قالت محدثتنا أنها تدرك جيدا مشقة العمل الذي ينتظرها مع حلول كل شهر رمضان، حيث يزداد الطلب ويتضاعف على الخبز التقليدي الذي أصبح في السنوات الأخيرة من أهم الطلبات الرمضانية ما يجعل كل النسوة يتفنن في إعداده و بكل أنواعه، وعلى اختلاف المناطق في الجزائر تتنوع طرق تحضيره، تبدأ يوميا بتحضير العجين في ساعة متأخرة من الليل، وفي بعض الأحيان تنهض قبل السحور لتباشر في الطهي الذي يستمر لساعات، وذلك حسب طلبات زبائنها الذين اعتادوا شراء الخبز من عندها. وخلال حديثنا معها عن أنواع العجائن التي تقوم بصنعها بكثرة في رمضان قالت ضيفتنا أنها تتلقى العديد من الطلبات خصوصا في هذا الشهر، حيث تقوم بتحضير الخبز المنزلي بكل أنواعه "مطلوع الطاجين، مطلوع الفرن وغيرها" الديول والقطايف والأكلات التقليدية، كالمعارك والمحاجب والشخشوخة، وأيضا الحلويات التقليدية بكل أنواعها، أما الأسعار فالديول ب: 60 دج، القطايف ب: 25 دج، والحلويات التقليدية فإذا كانت المواد الأولية من عندي خصوصا اللوز، فأبيع الحبة ب: 45 دج، أما إذا كانت كل المواد من عند الزبون فإن الحبة تقدر ب: 20 دج، وفي منتصف الشهر الكريم أقوم بتحضير"الشخشوخة" التي يكثر الطلب عليها في ليلة نصف رمضان وليلة القدر، وطلبات الزبائن لا تنتهي إلا صبيحة عيد الفطر. واعتبرت سلمى رمضان فرصة للعديد من النسوة لتوفير بعض المال وإعالة الأسرة، نظرا للإقبال الكبير على شراء خبز "المطلوع"، كما هو فرصة سانحة للماكثات في البيت لإبراز قدراتهن في مختلف المهن المرتبطة بالشهر الكريم،حيث قالت" بالنسبة لي رمضان فرصة لمضاعفة العمل والمساعدة في مصروف البيت وإعانة عائلتي المتكونة من 5 أفراد"مضيفة، "المهنة التي أمارسها شاقة جدا، ولو وجدت منصب شغل لما اشتغلتها، لأني أحلم دائما أن أعيش حياة عادية كتلك التي يعيشها الذين هم في مثل سني". من جهة أخرى أشارت سلمى إلى أنه أصبح اليوم للفتيات نصيب كبير من هذه المهن التي بدأ يروج لها عبر صفحات "الفايسبوك" لمضاعفة الطلب وهي بالنسبة لها فكرة جيدة، لكنها تكتفي بالعمل مع زبوناتها بالبيت فقط.