كشف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، الدكتور جمال ولد عباس، أن اجتماعه المنتظر برئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري والذي يندرج في إطار سلسة اللقاءات التي يجريها الأخير بخصوص ما يسمى" مبادرة التوافق الوطني"، سيكون خلال الأسبوع الجاري، ومن المنتظر أن يكون اللقاء فرصة لإبراز موقف الأفلان من هذه المبادرة التي سبق للأمين العام للحزب، أن اعتبرها" لا حدث". أكد الدكتور ولد عباس، أمس، في تصريحه لموقع" سبق برس"، أنه سيتطرق مع رئيس حركة حمس عبد الرزاق مقري، إضافة إلى ملف" التوافق الوطني" والاستحقاق الرئاسي القادم، إلى كافة الملفات والقضايا الراهنة التي تشغل الرأي العام الوطني، كاشفا بأنه سيعقد ندوة صحفية لعرض حوصلة اللقاء. وكان الأمين العام للأفلان قد انتقد مبادرة حمس، معتبرا إياها" لا حدث"، حيث أكد بأن البلاد تسيير في ظل الديمقراطية التي كرستها دولة المؤسسات، كما تساءل: عن أي انتقال ديمقراطي يتحدثون؟، وقال في هذا الصدد، إذا كان الرئيس قد انتخبه الشعب، والهيئات التشريعية والمجالس المحلية قد انتخبها الشعب أيضا، فهل هناك ديمقراطية أكثر من ذلك. واعتبر الأمين العام للأفلان أن الداعين لتدخل الجيش في مسائل الحكم مخطئون، لأن المؤسسة العسكرية وعلى لسان قائد الأركان الفريق قايد صالح قد فصلت في المسألة، فالجيش لديه مهام دستورية محددة وهي الدفاع عن أمن واستقرار البلاد، مشبها مبادرة الانتقال الديمقراطي بالمقولة الشعبية" انزل لأصعد أنا"، مؤكدا على الأشواط الكبيرة التي حققتها البلاد في مجال الديمقراطية والحريات مقارنة بالدول العربية. بدوره رد وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح على تصريحات مقري معتبرا إياها دعوة صريحة للعودة بالبلاد إلى مربع التسعينيات، حيث قال لوح في السياق" إن الخيار الديمقراطي مبدأ دستوري لا رجعة عنه، بات من الثوابت الوطنية التي لا تسمح بأي شكل من أشكال التراجع". الاختلاف أو التباين في المواقف والرؤى بين ولد عباس ومقري لم يغلق باب الحوار والنقاش والأخذ والرد حول الملفات السياسية الحساسة للبلاد، ولعل هذا ما جعل الدكتور ولد عباس يرحب باللقاء مع مقري وبغض النظر عما سيتمخض عن هذا اللقاء، فإن الأفلان يرافع لاستمرار الرئيس بوتفليقة في الحكم، معللا ذلك بمواصلة مسيرة الانجازات حيث كان الأفلان أول المبادرين بتوجيه الدعوة لرئيس الجمهورية للترشح لعهدة رئاسية جديدة، وهي المبادرة التي لقيت صدى واسعا من قبل الكثير من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وفي هذا السياق أكد الأمين العام للأفلان أن الحزب وجه الدعوة للرئيس بوتفليقة للترشح وهو ينتظر قراره بهذا الشأن. ويذكر أن عبد الرزاق مقري كان قد شرع في سلسلة لقاءات لعرض مبادرة التوافق الوطني التي تبناها حزبه، حيث التقى برئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، ورئيس حزب الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس.