البلاد - زهية رافع - يستقبل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، يوم الثلاثاء، رئيس حزب الكرامة محمد بن حمو، يليها لقاء ثاني خصص لاستقبال أمين العام حزب التحالف الجمهوري بلقاسم ساحلي، في إطار مشاورات ولقاءات الحزب مع الأحزاب الداعمة لعهدة رئاسية جديدة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تزامنا مع تحركات عبد الرزاق مقري في إطار مبادرة التوافق الوطني ما يجعل تحركات ولد عباس محل اتهام بالتشويش على مبادرة مقري. وأطلق الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، سلسة من اللقاءات مع قادة أحزاب وتنظيمات تتقاسم الموقف نفسه مع الأفالان بخصوص دعم ترشح رئيس الجمهورية والدعوة للاستمرارية ورغم أن هذه اللقاءات مبرمجة منذ فترة بين الأفالان وبين هذه التشكيلات السياسية، بعد ان وجه ولد عباس مطلبا رسميا للاحزاب المساندة للرئيس لإعلان موقفها بشكل صريح وقال "لقد حان الوقت لهذه الأحزاب لتدلي برأيها فيما يخص مواصلة الرئيس " . وأضاف ولد عباس "نحن الآفلان قلناها والآخرون الذي يملكون الرغبة نفسها لا يجب أن يبقوا مختبئين، فمن هو مع الرئيس يجب أن يكون واضحا، معتبرا أن هذا نداء رسمي للأحزا، إلا أن توقيت هذه المشاورات مثير للإنتباه، حيث إن إطلاق ولد عباس لهذه اللقاءات تزامنا مع تحركات عبد الرزاق مقري ولقاءاته مع عدد من الاحزاب السياسية الموالية منها والمعارضة في إطار مبادرة التوافق الوطني، تجعل قراءة اجتماعات ولد عباس لا تكون بمعزل عن هذه التحركات، حيث يرى مراقبون أن اجتماعات ولد عباس تهدف إلى مزاحمة مقري في الساحة السياسية ويمكن فهمها على أنها محاولة من ولد عباس لإغراق الساحة السياسية والتشويش على مبادرة حمس. كما تعكس حرص ولد عباس على عدم ترك الساحة الإعلامية مفتوحة على مصراعيها لمبادرة حمس، خاصة بعدما سرقت مبادرة التوافق الوطني التي يقودها رئيس حركة مجتمع السلم الدكتور عبد الرزاق مقري، الاضواء في الساحة السياسية في الجزائر هذه الأيام وتحولت إلى موضوع للنقاش العام بين الأحزاب السياسية سواءً أحزاب السلطة أو أحزاب المعارضة، خاصة أنها جاءت في توقيت سياسي مهم وهو الإنتخابات الرئاسية لسنة 2019 في شهر أفريل من السنة الجارية وعلى الرغم من أن مبادرة مقري اصطدمت بتحفظات من مختلف التشكيلات السياسية التي عرضت عليها وتشير المعطيات إلى فشلها، خاصة في الشق السياسي الذي تحمله المبادرة ، إلا أن تحويل ولد عباس بوصلته نحو التنظيمات والأحزاب تزامنا مع مسعى مقري يشير إلى تخوف أكبر قوة سياسية من تحقيق مقري صدًى على الأقل إعلاميا من شأنه أن يخلط الحسابات السياسية في هذه المرحلة الحساسة التي تسبق الانتخابات الرئاسية.