قالت صحيفة التايمز البريطانية إن الرئيس المصري حسني مبارك لا يزال يتشبث بالسلطة، مظهرا أول أمس نوعا من استعراض القوة حين أرسل طائرات حربية لتحلق في علو منخفض فوق آلاف المتظاهرين بأحد ميادين القاهرة الرئيسية. وأضافت في تقرير لمراسلها من العاصمة المصرية أن الرئيس مبارك ظهر في القنوات التلفزيونية وهو محاط بجنرالات، بعضهم أصبح من وزرائه المقربين. وأشارت إلى أن المتظاهرين لم يظهروا أي نزعة للتراجع عن موقفهم فاحتشدوا بالآلاف في ميدان التحرير، حيث نقطة تجمع الانتفاضة الشعبية. وقد أوصدت المتاجر، وقام أفراد اللجان الشعبية في الأحياء بتسليح أنفسهم للتصدي للصوص الذين أشاعوا الفوضى والرعب في المدينة. وزاد الطين بلة فرار ألوف السجناء من المعتقلات. وأغلق المتحف الوطني المصري، الذي يضم في جنباته آلاف القطع الأثرية ومن بينها قناع توت عنخ آمون أبوابه بعد أن أدت محاولة لسرقته إلى إلحاق ضرر شديد باثنتين من مومياواته. وألقت التنظيمات المعارضة، ومنها جماعة الإخوان المسلمين، بثقلها خلف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق محمد البرادعي، مع أن المتظاهرين يعتبرون أن الأحزاب السياسية لا علاقة لها بحركتهم. وظهر مبارك في شاشات التلفزيون في اجتماع أمني محاطا بمعاونيه العسكريين ووزرائه، ولم يظهر أي رغبة في الاستجابة لمطالب المتظاهرين له بالرحيل من البلاد فورا. وبدا أن تعيين مدير المخابرات عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهورية وضع حدا لطموح جمال مبارك –رجل الأعمال البالغ من العمر 47 عاما- لوراثة والده في الرئاسة. وهناك تقارير غير مؤكدة بأن نائب رئيس الجمهورية الجديد طلب من الرئيس التنحي من منصبه، لكن مبارك بدا واثقا من نفسه وثابتا في اللحظات القصيرة التي ظهر فيها على التلفزيون، على حد تعبير الصحيفة البريطانية. ورأت »التايمز« أن إقدام مبارك على تعيين مدير مخابراته خليفة محتملا له لم يُهدئ من غضب الجماهير في ميدان التحرير.