اختتمت سهرة أول أمس بالقاعة الزرقاء بدار الثقافة ولد عبد الرحمان كاكي فعاليات الطبعة الواحدة والأربعين للمهرجان الوطني لمسرح الهواة التي حملت تسمية "سي عبد الحليم الجيلالي "بعد أسبوع من المنافسة بين مختلف الفرق المسرحية الهاوية القادمة من عمق الجزائر حيث وبعد قراءة مقرر لجنة التحكيم الدكتور إدريس قرقوة لمقترحات تقويم المهرجان في مختلف جوانبه لتفعيل أداءه مستقبلا أشار إلى مطالبة محافظة المهرجان برفع الدعم المادي المخصص لتسير المهرجان مع العلم أن المحافظة تحصلت حسب مصادر مطلعة على 1مليار و200 مليون سنتيم كما سجلت اللجنة إشتغال الهواة على النصوص المسرحية العالمية ذات الأبعاد الإنسانية وترسخ ظاهرة الكوريغرافيا والسينوغرافيا لدى الجيل الجديد من محبي المسرح الهاوي من الجامعيين خصوصا وهي العناصر التي شهدت تطورا ملحوظا مقارنة بالسنوات الماضية وهي قفزة نوعية في مسار تجربة المسرح الهاوي وخلال الحفل الذي أحيته فرقة موسيقية تراثية ورقصات فولكلورية لفرقة شابة وبحضور السيدة نورية يمينة زرهوني والي مستغانم ورئيس المجلس الشعبي الولائي أعلن عن نتائج المنافسة الرسمية التي سجل فيها حجب جائزة أحسن نص بسبب إشتغال الفرق المسرحية الهاوية هذه السنة خصوصا على النصوص العالمية رغم وجود 3 نصوص مشاركة من إبداع جزائري خالص فيما فاجأ حصول مسرحية "ديوان الكلام " لفرقة ولد عبد الرحمان كاكي لمستغانم ذات الطابع الفولكلوري والغارق في ملامح مسرح القوال والحلقة على جائزة أحسن أداء جماعي متتبعي المهرجان والفرق المتنافسة التي كانت تطمح في أن توجه تلك الجائزة إلى أعمال مسرحية أكثر نضج و جرأة في الطرح والاشتغال على البنية الجمالية والنصية ومختلف عناصر العملية المسرحية وأثمرت النتائج عن حصول محمد بن بكريتي على جائزة أحسن أداء رجالي عن دوره في مسرحية "تارتوف" ،جائزة أحسن دور نسائي جناتي سعاد عن دورها في مسرحية "لو.. هام " لفرقة كاتب ياسين لسيدي بلعباس وتحصلت مسرحية "دم الحب "لفرقة عبد القادر فراح للمدية على جائزة أحسن سينوغرافيا كما فازت ذات المسرحية بجائزة أحسن إخراج التي عادت للمخرج أحمد بلخال وفازت مسرحية "المهرجون "لفرقة الفنون والعروض للشلف ، واستحدثت لجنة التحكيم المتكونة من الدكتور إدرس قرقوة ، الفنان حليم زريبيع ، الفنان العيد قابوش جائزتين هما جائزة أحسن تربص وتكوين مسرحي الذي تحصلت عليه فرقة الأنوار الثقافية حمام بوحجر وعادت جائزة لجنة التحكيم لمسرحية "أنتيغون " لفرقة محفوظ طواهري لمليانة وشهد اليوم الأخير من المنافسة الرسمية عرض مسرحية "السفير" لفرقة المسرح الجديد لمدينة يسر التي أخرجها وصمم السينوغرافيا شنتوف عبد الغني عن نص سلافومير مرزوك وتقاسم أدوارها كل من سليماني محمد ،قشطولي إبراهيم ،سيتواح كريمة ،دحمان حمزة ،قعلول حميد ،ونوغي ربيع وتدور أحداث المسرحية حول معاناة السفير الممزق بين قناعاته الذاتية وواجبه بعد محاولات التدخل في شؤون تسيير سفارته ولجوء أحد الغرباء الفار من الظلم والباحث عن اللجوء الأكيد أنه رغم النقائص المسجلة في هذه الطبعة في مستويات عديدة ضمنها غياب الورشات التكوينية والتربصات ومناقشة مختلف مفاصل سؤال مستقبل وراهن المسرح الهاوي في الجزائر لحفر مكانة جديدة لمسرح الهواة بعيدا عن الحسابات الشخصية واللوبيات يبقى الفنان المسرحي الهاوي في الجزائر ونحن في أعقاب الطبعة ال42 يحلم بالكثير لأن النضج والإيمان بقدرات هؤلاء الشباب من الجزائر العميقة بهمومها وتحدياتها ورهاناتها وشكل مسرح الهواة في مستغانم وعبر أجيال متعاقبة بيتا دافئا للهواة نتمنى أن لا يتحول إلى ثلاجة لتجميد الإبداع لأن المطلوب هو دفع وتشجيع القدرات المسرحية الشابة وتشجيعها بعيدا عن الحسابات السياسوية التي طالما حطمت مشاريع الثقافة الجادة والمؤسسة والجزائر تستدعي منا الحب و المثاقفة..إلى اللقاء في العام القادم