أعلن نائب الرئيس عمر سليمان بعد عصر، أمس الجمعة، عن تخلي الرئيس مبارك عن منصبه كرئيس للجمهورية. وقال عمر سليمان في بيان نقله التلفزيون المصري أنه كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد. وجاء تنحي حسني مبارك من السلطة في مصر، في أعقاب الخطاب الذي ألقاه مساء أمس الأول، حيث كان ملايين المصريين متظاهرين في ميدان التحرير وفي باقي المحافظات، منذ اندلاع أول صيحة جماهيرية مطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك وسقوط نظامه. والملاحظ أن خطاب مبارك الذي انتظره المصريون أول أمس، طويلا، جاء مخيبا لآمال الملايين الذين كانوا ينتظرون إعلان استقالته، لكنه ارتأى أن يفوض تسيير شؤون الدولة إلى نائبه عمر سليمان وبعض التعديل الدستوري، كما حمل الخطاب رؤية واضحة لرجل يرفض التنحي، بل ويتشبث بالبقاء بكاء على أرواح ضحايا الأحداث المأساوية التي شهدتها مصر. إلى ذلك، أعلن عمر سليمان نائب الرئيس مبارك وقائد جهاز المخابرات المصري السابق زوال أمس الجمعة، في بيان متلفز مقتضب، عن تخلي الرئيس حسني مبارك عن سدة الحكم في مصر وتسليم الحكم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، التي ينتمي إليها جميع الرؤساء المصريين بعد العهد الملكي، وبذلك تدخل مصر فصلا جديدا في تاريخها يكتب باسم ثورة الشعب التي اندلعت في 25 جانفي الماضي ورفعت مطلبا رئيسيا هو إسقاط النظام. وفي هذه الأثناء اعتلت الفرحة والسرور وجوه ملايين المتظاهرين في شوارع ومدن مصرية والمعتصمين في ميدان التحرير، وسط القاهرة، مباشرة بعد كلمة عمر سليمان التي أعلن فيها تنحي الرئيس مبارك وتسليم الحكم للمجلس العسكري، الذي سيقوم بتشكيل حكومة انتقالية لتولي الأمور بمصر حتى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية. ويحظى الجيش المصري بقيادة المشير طنطاوي الذي حافظ على الحياد خلال الأزمة الأخيرة باحترام وحب الجماهير المصرية. وكان المتظاهرون يرددون بعد خطاب مبارك شعارات عديدة، إلا أن أبرزها »واحد..اتنين..الجيش المصري فين« وهو ما فهم بعد إعلان تنحي مبارك أن الجيش أخذ زمام الأمور في مصر، وقد يكون وراء قرار التنحي.