قدم المئات من أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب الوطني الديمقراطي في مصر وقياداته استقالاتهم لأمين تنظيم الحزب محمد رجب في حين نزعت صور الرئيس المخلوع حسني مبارك من الشوارع والمكاتب الحكومية في أنحاء البلاد. ونقلت مصادر أن حالة من الهروب الجماعي تجتاح صفوف وقيادات الحزب الوطني بعد سقوط النظام في محاولة على ما يبدو للتبرؤ منه في ظل التغيرات القائمة. ولفتت نفس المصادر إلى أن الهروب طال حتى الموقع الرسمي للحزب على شبكة الإنترنت إذ لم تقدم محركات البحث سوى أخبار الاستقالات المتتالية لأعضاء الحزب والتعرض لمقراته المختلفة في أنحاء البلاد منذ اندلاع ثورة الشباب في الخامس والعشرين من جانفي المنصرم. وقد اعتذر أمين التنظيم في الحزب الوطني عن الرد على أسئلة الصحفيين حول مستقبل الحزب الذي أصبح بلا رئيس وبلا قيادات حتى على المستوى المحلي مع الإشارة إلى أن الأمين العام وأمين عام السياسات في الحزب الوطني حسام البدراوي كان قد استقال قبل إعلان الرئيس حسني مبارك تنحيه عن السلطة. وبرر البدراوي قراره بأنه بات من المستحيل تغيير الانطباع السائد عن الحزب داعيا إلى تأسيس أحزاب جديدة دون أن يستبعد أن يشكل هو شخصيا حزبا يضم الشباب. يذكر أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المكلف بتسيير شؤون البلاد أصدر قرارا بحل مجلسي الشعب والشورى وتعطيل العمل بالدستور الحالي. كما انتزعت رسميا أول أمس الأحد صور الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك المنتشرة في أنحاء البلاد من المكاتب الحكومية والشوارع بما فيها صورته العملاقة المنصوبة في الأكاديمية العسكرية في منطقة هيليوبوليس بالقاهرة وهي المنطقة التي تضم أيضا مقر القيادة المركزية للجيش المصري. وطالب المحتجون كذلك بتحويل تسمية أكاديمية مبارك للأمن إلى أكاديمية خالد سعيد للشرطة، في إشارة إلى شاب يبلغ عمره 28 عاما تردد أنه تم تعذيبه حتى الموت على أيدي الشرطة، بمدينة الإسكندرية المصرية مما أثار احتجاجات شعبية عارمة. وينسحب الوضع نفسه أيضا على رؤساء تحرير ومسؤولي المؤسسات الإعلامية في عهد الرئيس المخلوع حيث يتعرضون لاحتجاجات الموظفين الذين يتهمون هؤلاء المسؤولين بالفساد ومحاباة النظام وخدمة توجهاته السياسية.