قالت مجلة تايم الأمريكية أن حكم الزعيم الليبي معمر القذافي أصبح بين حجري الرحى في ظل موجة الثورات التي تجتاح ليبيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهز أركان سوق النفط العالمي ومع وجود تقارير تتحدث عن وصول عدد القتلى خلال أسبوع من الاشتباكات إلى ثلاثمائة شخص، ارتفعت أسعار العقود الآجلة في أسواق النفط في نيويورك ولندن، خاصة مع إعلان شركات النفط الأجنبية العاملة في ليبيا عزمها إجلاء رعاياها من البلاد التي تعمها الفوضى. وتقول المجلة إن النفط هو شريان الحياة للاقتصاد الليبي حيث تمثل عائداته أكثر من 90% من عائدات البلاد من العملة الصعبة. حتى الآن، الانتفاضات التي اندلعت في المنطقة منذ أواخر ديسمبر لم تؤثر بشكل مباشر على إمدادات النفط والغاز، على الرغم من الاحتياطيات الضخمة لتلك الموارد الطبيعية في دول عربية عديدة، واعتماد الولاياتالمتحدة وأوروبا عليها بشكل واسع. تونس ليست بلدا نفطيا، وأهمية مصر تتركز في قناة السويس كمعبر لناقلات النفط والسفن إلى أوروبا وأمريكا. منذ رفعت الولاياتالمتحدة العقوبات في عام 2005، هرعت نحو مائة شركة إلى ليبيا في محاولة للاستفادة من واحدة من آخر ما تبقى في العالم من حقول النفط العذراء التي لم تستكشف بالكامل بعد. وقد أعلنت أول أمس شركة بي بي (بريتش بتروليوم) أنها ستعلق خططها لبدء الحفر البري للغاز الطبيعي، وهي صفقة قيمتها تسعمائة مليون دولار أبرمت في عام 2007. العقود الآجلة لخام برنت تخطت إلى ما يقرب من 105 دولارات للبرميل وهو أعلى سعر منذ سبتمبر 2008 إبان الأزمة الاقتصادية العالمية. ورغم بعد المسافة بين مواقع الاضطرابات في ليبيا وموقع حقول النفط في عمق الصحراء، إلا أن احتمال وصول الاضطرابات إلى مناطق حقول النفط يظل قائما وبقوة، خاصة مع إعلان بعض العشائر الليبية التي تمر أنابيب النفط من أراضيها بأنها ستوقف ضخ النفط احتجاجا على العنف الذي تمارسه السلطات الليبية ضد المتظاهرين. الشيخ القبلي فرج الزوي قال الأحد الماضي إن عشيرته ستوقف ضخ النفط عبر الأراضي التي تنتشر فيها مضارب عشيرته حتى توقف قوات الأمن قمعها للمحتجين، وعلق قائلا »دماء الليبيين أغلى من النفط«. وتعلق الصحيفة بأن نظام القذافي بدا وكأنه أخذ على حين غرة بالاحتجاجات الشعبية ضده، ربما يعود ذلك إلى استقرار الوضع السياسي إلى حد كبير لعقود طويلة، مما أدى إلى اطمئنان القذافي ورفاقه إلى عدم خروج الشعب ضدهم. وتعزو الصحيفة إلى أحد المستشارين الاقتصاديين الغربيين والمقرب إلى العديد من المسؤولين قوله إنه زار ليبيا قبل أسابيع قليلة وبدا المسؤولون الليبيون مطمئنين إلى عدم وصول حركة الاحتجاجات الشعبية إلى ليبيا رغم أنها كانت على أوجها على الحدود في مصر وتونس حيث أسقط رئيسان في فترة شهر واحد. المستشار الاقتصادي الغربي نقل عن مسؤولين ليبيين قولهم إن شيوخ العشائر سوف يسيطرون على شبابهم وضمان عدم انخراطهم في أي تحرك ضد الدولة، ولكن الوضع اليوم مختلف حيث سيكون من الصعب على عشيرة القذافي فعل شيء لإنقاذه. وتوقع المستشار أن تتم إزاحة القذافي أو يمنح منصبا فخريا بدون أي سلطات تنفيذية.