أكد مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية، أمس، أن »سرعة الأحداث في تونس ومصر شجعتنا على اتخاذ الحذر«، وأردف »إن للجزائر وضعية خاصة تميز شعبها الذي يتمتع بعبقرية تتصف بالرزانة والهدوء«، وبخصوص تطور الأوضاع في ليبيا أعرب الوزير عن أمله في أن يتجاوز الشعب الليبي وكل المسؤولين هناك، الأزمة التي تمر بها هذه الدولة »الشقيقة والجارة« في أقرب وقت ممكن، قائلا »إن الجزائر في حاجة إلى معلومات دقيقة عن الأوضاع في ليبيا لبناء موقفها«. قال مراد مدلسي في حديث لقناة »فرانس 24«، أمس، أنه »انطلاقا من تضامننا مع ليبيا الشقيقة لا بد أن نأمل كلنا أن هذه الأزمة ستعطي القوة والجهد لكل ليبي ومسؤول ليبي حتى يتجاوزها في أقرب وقت ممكن«، معربا عن أمله في أن يعيش كل الليبيين وضيوفهم بما فيهم أعضاء الجالية الجزائرية في اطمئنان، حيث أشار إلى أن السلطات الجزائرية في اتصال بالجالية لأخذ كل التدابير وتقديم الخدمات لها إذا اقتضى الأمر. وأضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية في هذا السياق »إنه لا بد من التأكد من المعلومات التي لدينا بخصوص الوضع في ليبيا خاصة أننا في حاجة إلى معلومات مضبوطة التي سنبني عليها خلال الأيام القليلة مواقفنا«، وردا على سؤال بخصوص تأخر الجزائر في اتخاذ مواقف بشأن الأحداث التي عرفتها كل من تونس ومصر، ذكر الوزير أن من بين مبادئ الدبلوماسية الجزائرية عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مشيرا في هذا المجال إلى أن نظرة الجزائر للأحداث التي عرفتها تونس ومصر هي »نظرة إضافية عن الدول«. كما أوضح مدلسي أن سرعة الأحداث في البلدين قد شجعتنا على اتخاذ الحذر وأن الجزائر لم تلتزم الصمت والدليل على ذلك رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى الرئيس التونسي بالنيابة وكذا تصريحات عدد من المسؤولين بما فيهم وزير الخارجية وهي تصريحات تحمل رسائل تضامن مع الشعبين، مشيرا إلى أن الجزائر تتابع باهتمام ما يجري في البلدين خاصة بعد عودة الأوضاع إلى حالتها الطبيعية وانطلاقهما في المرحلة الانتقالية، ليعرب عن أمله في أن يسود الحوار الدول العربية لحل كل المشاكل. وبشأن الوضع في الجزائر، قال مدلسي »إن الجزائر لها وضعية خاصة تميز شعبها الذي يتمتع بعبقرية تتصف بالرزانة والهدوء«، مشيرا إلى أن الجميع يلاحظ أن الأغلبية الساحقة من الشعب الجزائري تعيش في آمان واطمئنان، وواصل الوزير حديثه أن الأمور سارت بصورة عادية خلال قيام بعض الجزائريين والجزائريات بالتعبير عن انشغالاتهم وأفكارهم، مشيرا إلى أن تلك المظاهرات لن يأتي منها أي خطر يمس الأمن العام. وبخصوص العلاقات الفرنسية الجزائرية، أوضح مدلسي أن الجو العام لهذه العلاقات »جد إيجابي«، وأن إمكانيات الجزائر تبرر ذلك، مشيرا إلى أن مهمة الوزير الأول الأسبق رافاران هي تحريك وتيرة الاستثمار الفرنسي في الجزائر، وأن نتائج زيارته الأخيرة للجزائر ستظهر فيما بعد، وفيما يتعلق بإمكانية تأجيل القمة العربية القادمة وكذا مسألة تدوير منصب الأمين العام للجامعة، قال مدلسي إن الجزائر ليس لديها مرشح لهذا المنصب وقرار ليبيا بتأجيل القمة باعتبارها تضطلع بالرئاسة سيكون محل تشاور بين وزراء الخارجية العرب يوم 2 مارس بالقاهرة، حيث سيقدمون بدورهم اقتراحاتهم بعد الاجتماع، للقادة العرب للفصل في المسألة.