قال مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية، »إن الانشغال الأكبر الآن بالنسبة للجزائر هو وقف إراقة الدماء في ليبيا«، وأن الجزائر تؤيد كل الخيارات المطروحة من قبل المجتمع الدولي من أجل وقف إراقة الدماء«، وهو نفس الموقف الذي أعلن عنه في كلمته أمام الدورة ال 16 لمجلس حقوق الإنسان الأممي بجنيف. أبدى مراد مدلسي، في تصريح خص به التليفزيون المكسيكي ونقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أمس، قلق الجزائر حيال الأحداث الدموية التي تشهدها الجارة ليبيا، مشددا على أهمية العمل من أجل وقف إراقة الدماء، حيث تدور معارك طاحنة بين مليشيات القذافي المتمسك بالسلطة والمحتجين المطالبين برحيله ونظامه، وهي المعارك التي خلفت آلاف القتلى حسب المنظمات الحقوقية غير الحكومية، التي كشفت عن حجم المأساة الناجمة عن استخدام قوات القذافي للآلات الحربية الثقيلة ضد المدنيين وتوظيف مرتزقة لكبح جماح المحتجين من خلال إطلاق الرصاص الحي. وبرأي مدلسي فإنه »رغم غياب أرقام دقيقة عن عدد القتلى وتضاربها، إلا أن كل المؤشرات تبرز أن الأيام الماضية في ليبيا كانت أكثر دموية«، وهو ما يعكس مدى القلق الجزائري حيال ما تشهده ليبيا من تصاعد في أعمال العنف، وفي هذا الإطار تشدد المقاربة الجزائرية على لسان وزير الخارجية على الأهمية القصوى للعمل من أجل وقف إراقة الدماء، وأعرب مدلسي عن تأييد الجزائر لأي خطوة من قبل المجتمع الدولي من أجل هذا الهدف وهو وقف إراقة الدماء. وأضاف مراد مدلسي أن »لا أحد فعل شيئا أو باستطاعته فعل ذلك ما لم نقم بوقفة طويلة من أجل إعادة بناء مؤسسات هذا البلد كما يريد الشعب الليبي، إذ لا أحد يمكنه إملاء عليه ما يجب فعله«، في اعتراف ضمني بمطالب المحتجين من جهة واعتراف بسقوط نظام القذافي من جهة أخرى. في سياق متصل، قال مدلسي إن موقف الجزائر مبني على أهمية العودة إلى السلم والحوار على أمل أن يمنح السلم و الحوار لمجموع بلدان المنطقة إمكانية استكشاف أفضل للطاقات التي تكتسي أهمية لكل واحد من هذه البلدان سيما الإمكانيات البشرية. وفي إشارة إلى الدور الإيجابي للعملية الديمقراطية، أوضح الوزير »مدى أهمية أن يصبح رجال ونساء هذه البلدان يشعرون بشكل أكبر أنهم يشاركون في بناء مستقبلهم«. ولدى تطرقه لطبيعة العلاقات التي تربط الجزائر بدول الجوار، قال مدلسي »إن هذه العلاقات على قدر كبير من الأهمية، ليس فقط على المستوى الاقتصادي وإنما كذلك على المستوى البشري«، مضيفا »أنها ليست فقط بلدانا جارة وإنما هي بلدان يربطنا بها رباط الأخوة وأن ما يقع في تونس وليبيا وحتى في مصر يعني الجزائر بقدر كبير«، مشيرا إلى استعداد الجزائر لتقديم مساعدات من أجل أن يتمكن هذان البلدان )تونس ومصر( اللذان عرفا تغييرات هيكلية من بناء مؤسسات جديدة أكثر قوة يمكنها المساهمة في جعلهما أكثر فعالية لأنفسهم ومواطنيهم وللمجتمع الإقليمي الذي نحن طرف فيه«.