واجه أمس، أعوان الأمن وحفظ النظام، ثلاث مسيرات ممنوعة نظمت من طرف التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية جناح الأحزاب في توقيت واحد وأماكن مختلفة من العاصمة، حيث أن حنكة رجال الأمن سهلت عمل الصحافة وحالت دون تسجيل أي اعتقال أو انزلاق في الوضع، علما أنه انتهى العمل لحالة التأهب منذ أسبوع تقريبا. تمركز عناصر الشرطة في النقاط الحساسة الثلاث التي حاول المتظاهرون الانطلاق منها في كل من المدنية، حسين داي، وعين البنيان، ولم يتم تسجيل أي انزلاقات تذكر أو حالة اعتقال. وقد توزعت قوات الأمن وشددت إجراءاتها في الشوارع وسط العاصمة والشوارع الرئيسية وأمام مقرات الوزارات والمؤسسات الإستراتيجية تحسبا للمسيرات الثلاث، حيث كثفت تواجدها بساحتي أول ماي والشهداء وبوسط المدنية وحسين داي وعين البنيان. كما أقدمت مصالح الأمن على غلق كل منافذ ومخارج العاصمة المؤدية لمقر حزب الأرسيدي بشارع ديدوش مراد وإخضاعها لمراقبة صارمة، وكذا تطويق المقر نفسه قصد التحكم في الوضع ومنع المحتجين من الإخلال بالنظام العام وكذا التدخل إن استلزم الأمر، ومع ذلك فقد لوحظ خلال هذه المسيرات إنخفاض محسوس في التعداد البشري لقوات الأمن مقارنة بالمسيرات الفائتة. وكانت قوات الأمن قد أفشلت أربع محاولات سابقة لتنظيم مسيرة من ساحة أول ماي إلى ساحة الشهداء، حيث تؤكد كل المؤشرات الثقة التي يتحلى بها المواطنون بعد تجربة المسيرات الفارطة خاصة بعد تعامل مصالح الأمن معها باحترافية في منع حدوث أي انزلاقات أو أعمال شغب وعدم الانسياق وراء استفزازات المتظاهرين، مما جعلهم يتحكمون في الأوضاع وتفريق المحتجين دون استعمال القوة، كما لم يتم تسجيل أي حالة اعتقال أو صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن، بالإضافة إلى تسهيل عمل الصحافة لتغطية الأحداث.