كشفت شهادات بعض الإسرائيليين الذين عاصروا الفترة التي أعقبت وقف الحرب بين مصر وإسرائيل، وما تلاها من مرحلة مفاوضات السلام بين البلدين، لتكشف هذه الشهادات أسرار هذه الفترة، واللقاءات التي تمت بين الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل الأسبق، مناحم بيجن، وكذلك اللقاءات التي تمت بينهما في أسوان والإسماعيلية وشرم الشيخ وتل أبيب والقدس. وذكر السياسي والإعلامي الإسرائيلي شاليماه نيقديمون، الذي عمل مستشار العلاقات العامة لرئيس وزراء إسرائيل الأسبق مناحم بيجين، أنه أصر على نشر تفاصيل العلاقات الشخصية الحميمة التي جمعت السادات وبيجين في هذا الوقت، احتفاءً منه بذكرى مرور 19 عاماً على وفاة بيجين، ليبدأ الحديث عن كواليس اللقاءات التي جمعت السادات وبيجين في أسوان والإسكندرية والإسماعيلية وشرم الشيخ، لمناقشة كل ما يتعلق باتفاقية السلام بين البلدين، التي وقعت برعاية أمريكية في منتجع كامب ديفيد بالولايات المتحدةالأمريكية عام 1979، عقب زيارة السادات إلى إسرائيل نوفمبر 1977، وخطابه الذي ألقاه في البرلمان الإسرائيلي. وبجانب الصداقة والضحك، كان بيجين والسادات يتطرقان فى لقاءاتهما إلى قضايا دولية وإقليمية، ويناقشان ما يحدث السعودية وسوريا وإيران وأفغانستان ومنطقة القرن الأفريقي، مضيفا أن السادات كان يحكى لبيجن عن غباء وحماقة معمر القذافى الذي لا يريد إلا الخسائر لشعبه، وقال السادات متهكما »هذا القذافى المجنون جعلني على وشك احتلال ليبيا عام 1977،« وذلك بعدما أعلن هذا العقيد رفضه أي سلام مع إسرائيل بمجرد وجود إشارات عن احتمالية توقيع اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل. وحول الفضول الذي اعترى إسرائيل بسبب اختيار السادات الفريق حسنى مبارك ليكون نائباً له، لأن مبارك وقتها لم يكن إلا أحد القادة العسكريين للرئيس السادات، من خلال عمله كرئيس لسلاح القوات الجوية في حرب أكتوبر 1973 وظلت التساؤلات تسيطر على تل أبيب حتى استغل مناحم بيجين إحدى لحظات الود في جلسة مع الرئيس السادات، وسأله بيجن عن سر اختياره لمبارك نائباً له؟ فأجاب السادات: »اخترت مبارك ليكون نائباً لى ثم رئيساً لمصر من بعدى، ليحافظ على السلام معكم، وإنه وعدنى، أى مبارك، بتنفيذ هذا بعدما أوصيته«.