انتقد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، بشدة، موقف الجامعة العربية القاضي بدعوة مجلس الأمن لفرض حظر جوي على ليبيا، والإستقواء بالأجنبي بدل تفعيل الحوار من أجل حقن دماء الشعب الليبي الشقيق، مستبعدا أن تصل القمة العربية القادمة إلى حل للأزمة الليبية، أو باقي المشاكل المطروحة عربيا. علّق عبد العزيز بلخادم خلال استضافته، أمس، في حصة »تحولات« للقناة الإذاعية الأولى، حول ما يجري من أحداث في عدد من الدول العربية، قائلا »التغيير ينبغي أن يكون نابعا من الشعوب وليس وفق ما تمليه أجندات خارجية«، وذكر عبد العزيز بلخادم في هذا السياق بموقف الجزائر الرافض لأي تدخل أجنبي في شؤون دول تتمتع بالسيادة، في إشارة منه إلى الانتقادات التي وجّهتها بعض الأطراف في الساحة السياسية للدور والموقف الذي تبنّته الجزائر حول الأحداث الجارية في ليبيا. وعبّر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عن استياء الجزائر من موقف الجامعة الدول العربية حول ما يجري في ليبيا وما تبعه من قصف جوي ضد هذا البلد، مشيرا إلى أنه»كان أجدى بالجامعة العربية أن تعمل على تفعيل الحوار داخل ليبيا من أجل حقن دماء أبناء الوطن الواحد«. وقال بلخادم بأنه »كان من المفروض إسماع صوت الحكمة والعقل وليس الاستقراء بالأجنبي ضد بلد شقيق«، وتساءل أمين عام الأفلان »لماذا لم تدع الجامعة العربية للتدخل الأجنبي لحماية الشعب الفلسطيني؟«. وانتقد بلخادم مجلس الأمن الذي لم يتوان في اتخاذ قرار يبيح استعمال القوة ضد ليبيا، لكن ذات المجلس لم يحرك ساكنا عندما تم قصف قطاع غزة من طرف الكيان الصهيوني. وأبدى بلخادم استغرابه لظهور الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، في باريس، وهو ينتقد توسع الضربات العسكرية لحلف الشمال الأطلسي، واستهدافها للبنية التحتية للمؤسسات الليبية، متسائلا »ماذا كان ينتظر عمرو موسى من الحلف العسكري؟«، معتبرا أن موقف الإتحاد الأفريقي كان أكثر حكمة من موقف جامعة الدول العربية. وتحاشى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الخوض في مشاركة قطر في الضربات العسكرية ضد ليبيا، مجددا تأكيد موقف الجزائر في مثل هذه القضايا، القائم على مبدأ عدن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما استبعد عبد العزيز بلخادم أن تصل القمة العربية القادمة إلى حل للأزمة الليبية، أو باقي المشاكل. وبخصوص دور إتحاد المغرب العربي في الأزمة الليبية دعا عبد العزيز بلخادم إلى ضرورة »تفعيل وتوسيع دائرة التشاور في إطار ميثاق الاتحاد لاجتناب إراقة الدماء وتغليب لغة الحوار على العنف والدمار«.