شلت، صبيحة أمس، حركة المرور على محور الطريق الولائي الرابط بين مدينة الرغاية وأولاد موسى في الموقع المسمى بورعدة بعدما عمد عدد كبير من الأشخاص إلى قطع الطريق مشكلين بأنفسهم جدار بشريا احتجاجا على الصمت الذي التزمته السلطات المحلية إزاء الأوضاع الكارثية التي يعيشونها في الشاليهات كما وصفها المتظاهرون. على غير العادة لم يلجأ المحتجون إلى وضع الحجارة والمتاريس وحرق العجلات المطاطية ليعلنوا التظاهر السلمي على حد تعبيرهم للمطالبة للمطالبة بحقهم المشروع في الحصول على السكن، وكانت طريقة الاحتجاج هذه المرة، بأن استلقى عدد كبير من الشباب ممن يقطنون شاليهات بورعدة، على الطريق لمنع المركبات من المرور في حين شكل آخرون جدارا بشريا، مطالبين بتدخل الجهات المعنية لوضع حد لمعاناتهم مع البناءات الجاهزة التي أصبحت غير صالحة تماما لإيوائهم. وامتدت موجة الاحتجاج على محور الطريق إلى غاية منتصف النهار، إلى أن تدخل عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني والهيئة التنفيذية للمجلس الشعبي البلدي لتهدئة الأوضاع ما سمح بعد ذلك بتحرير جزئي لحركة المرور بعد أن تم تعيين أربعة أفراد من المتظاهرين للتحاور مع الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للرويبة، بعد أن تم إبلاغهم بأن رئيس البلدية ليس بيده الحل ولا الربط. قوات الدرك الوطني التي تم تدعيمها بتعزيزات أمنية مكثفة طوقت المنطقة من جميع النواحي للسيطرة على الأوضاع في حال وقوع أي انزلاقات، وفي المقابل كان المحتجون يهتفون بعدة شعارات منها »لا للحڤرة.. لا للتهميش نريد السكن..«، وغيرها من الشعارات المشحونة بالغضب والحماس. يذكر أن العائلات القاطنة بشاليهات بورعدة ببلدية الرغاية مند سنة 2003 إثر زلزال 21 ماي، تمر بظروف معيشية واجتماعية ونفسية صعبة للغاية بفعل قدم وهشاشة البناءات الجاهزة المقيمة فيها والتي تآكلت أسقفها وجدرانها بشكل كبير وأصبحت غير صالحة للإيواء، فقد بلغت درجة كبيرة من التصدع والاهتراء خاصة على مستوى المطابخ والحمامات وذلك بفعل العوامل الطبيعية كالرياح والأمطار والحرارة المرتفعة، وعليه فهي تطالب السلطات المحلية بضرورة التعجيل بترحيلهم إلى سكنات لائقة، مهددة بالخروج إلى الشارع وقطع الطريق يوميا إلى غاية تحقيق هذه المطالب.