تمكن الثوار ظهر أمس من السيطرة على مدينة أجدابيا،بعد أن تجدد القتال صباح أمس بها شرقي ليبيا بين القوات الموالية للعقيد معمر القذافي وبين الثوار الذين يطالبون منذ 17 فبراير بتنحيه عن الحكم. وقد تقدمت مجموعات من الثوار للمدخل الغربي للمدينة في محاولة للسيطرة عليه بعد أن تراجعت كتائب القذافي التي قصفتها طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو)،مما سمح للثوار بالسيطرة على مداخل المدينة. وأضافت مصادر أن مقاتلات الناتو –الذي يقود تحالفا دوليا لفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1973- أغارت على كتائب القذافي عند المدخل الغربي لأجدابيا، ودمرت آليات تابعة لها وقتلت بعض جنودها. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن عشرة انفجارات قوية دوّت صباح أمس في أجدابيا، التي شهدت مساء أول أمس أيضا معارك عنيفة بين الثوار وقوات القذافي. ونقلت الوكالة عن أحد سكان أجدابيا قوله إن اشتباكات عنيفة تجري بالمدينة، مؤكدا أن قوات القذافي تقصف بعض مناطقها بالمدفعية الثقيلة. ومن جهتها قالت وكالة رويتر إن قتالا عنيفا جرى صباح أمس بين الطرفين اللذين يسعى كل منهما للسيطرة على أجدابيا التي تبعد نحو 160 كلم عن مدينة بنغازي معقل الثوار. ونقلت الوكالة عن بعض الثوار قولهم إن اشتباكات أمس أسفرت عن مقتل أربعة منهم، في حين قالت وكالة أسوشيتد برس إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب تسعة آخرون في اشتباكات جرت ليلة السبت إلى الأحد بالمدينة نفسها. وكانت أجدابيا -التي يقطنها نحو 150 ألف نسمة، نزح العديد منهم لمناطق أكثر أمنا- شهدت الليلة ما قيل الماضية معارك ضارية بين الطرفين، بينما قصفت قوات التحالف الدولي بقيادة الناتو مواقع لقوات القذافي في مصراتة غربي ليبيا. وفي السياق ذاته نقلت رويتر عن ناطق باسم الثوار بمصراتة قوله إن ثلاثين منهم قتلوا خلال هجمات كتائب القذافي على المدينة أول أمس، وأضاف أن هذه القوات هاجمت مصراتة من ثلاثة مداخل قبل أن يصدها الثوار. وذكرت مصادر من مصراتة للوكالة نفسها أن كتائب القذافي قصفت أول أمس الجانب الشرقي للمدينة بالمدفعية الثقيلة لليوم الثاني على التوالي، مع تركيز القتال على الطريق المؤدية للميناء حيث قتل سبعة من الثوار بمعارك عنيفة على هذه الطريق. وكان الثوار قد خاضوا معركة ضارية مع القناصة, وقالوا إنهم سيطروا على جزء كبير من شارع طرابلس بمصراتة وقطَعوا الإمدادات عن القناصة. كما تقول أنباء إن نحو خمسين جنديا من الكتائب قد سلموا أنفسهم للثوار بالمنطقة المعروفة بزاوية المحجوب في ظلّ تراجعٍ بأعداد الجنود في الشوارع. ومن جهة أخرى قال حلف الناتو إنه دمر 17 دبابة تابعة لكتائب القذافي، 15 منها في مصراتة واثنتان جنوبي البريقة شرقي البلاد. ومن جهتها بثت وزارة الدفاع البريطانية صورا قالت إنها تظهر عمليات قصف نفذتها مقاتلة بريطانية من طراز »تورنيدو« ضد أربع دبابات تابعة للقذافي عند مشارف مصراتة. وتأتي هذه العمليات الدولية ضد قوات القذافي بعد انتقادات واسعة وجهها مدنيون وثوار بليبيا إزاء ما اعتبروه تباطؤا من قبل الناتو في حماية المدنيين بمصراتة من هجمات كتائب القذافي. وقال متحدث من الثوار إنهم يشعرون بتغيير إيجابي في موقف الناتو بعدما قصفت طائراته مواقع لقوات القذافي بمصراتة، وكثفت ضرباتها الجوية لقواته المدرعة خلال الساعات ال48 الماضية. وأكد مسؤول بالحلف أن مقاتلاته اعترضت طائرة من طراز »ميغ 23« بالقرب من بنغازي السبت الماضي كان يقودها طيار من الثوار وطلبت منه الهبوط. وبالمقابل قال خالد كعيم، نائب وزير الخارجية الليبي، إن القوات الموالية للقذافي أسقطت طائرتين مروحيتين تابعتين للثوار قرب البريقة، واتهم الناتو بالانحياز للثوار بتغاضيه عن هذه الطائرات وعدم فرض حظر الطيران الذي نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973.