تمكن الثوار الليبيون مساء أمس، من استعادة السيطرة على مدينة ''أجدابيا''، شرقي البلاد، بعد تجدد القتال في الصباح، حيث قالت تقارير المراسلين إن مجموعات من الثوار تقدمت للمدخل الغربي للمدينة في محاولة للسيطرة عليه بعد أن تراجعت كتائب القذافي التي قصفتها طائرات حلف شمال الأطلسي. وأضافت التقارير أن مقاتلات ''الناتو'' الذي يقود تحالفا دوليا لفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي ,1973 أغارت على كتائب القذافي عند المدخل الغربي لأجدابيا، ودمرت آليات تابعة لها وقتلت بعض جنودها. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن عشرة انفجارات قوية دوّت صباح أمس في أجدابيا، التي شهدت مساء أول أمس أيضا معارك عنيفة بين الثوار وقوات القذافي. ونقلت الوكالة عن أحد سكان أجدابيا قوله إن اشتباكات عنيفة تجري بالمدينة، مؤكدا أن قوات القذافي تقصف بعض مناطقها بالمدفعية الثقيلة. من جهتها، قالت وكالة ''رويترز'' إن قتالا عنيفا جرى صباح أمس بين الطرفين اللذين يسعى كل منهما للسيطرة على أجدابيا التي تبعد نحو 160 كلم عن مدينة بنغازي، معقل الثوار. ونقلت الوكالة عن بعض الثوار قولهم إن اشتباكات أمس أسفرت عن مقتل أربعة منهم، في حين قالت وكالة ''أسوشيتد برس'' إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب تسعة آخرون باشتباكات جرت الليلة الماضية بالمدينة نفسها. وكانت أجدابيا، التي يقطنها نحو 150 ألف نسمة، نزح العديد منهم لمناطق أكثر أمنا- شهدت الليلة الماضية معارك ضارية بين الطرفين، بينما قصفت قوات التحالف الدولي بقيادة الناتو مواقع لقوات القذافي في مصراتة غربي ليبيا. وفي السياق ذاته، نقلت ''رويترز'' عن ناطق باسم الثوار بمصراتة قوله إن ثلاثين منهم قتلوا خلال هجمات كتائب القذافي على المدينة أمس، وأضاف أن هذه القوات هاجمت مصراتة من ثلاثة مداخل قبل أن يصدها الثوار. وذكرت مصادر من مصراتة للوكالة أن كتائب القذافي قصفت الجانب الشرقي للمدينة بالمدفعية الثقيلة لليوم الثاني على التوالي، مع تركيز القتال على الطريق المؤدية للميناء حيث قتل سبعة من الثوار بمعارك عنيفة على هذه الطريق. وكان الثوار قد خاضوا معركة ضارية مع القناصة، وقالوا إنهم سيطروا على جزء كبير من شارع طرابلس بمصراتة وقطَعوا الإمدادات عن القناصة. كما تقول أنباء إن نحو خمسين جنديا من الكتائب قد سلموا أنفسهم للثوار بالمنطقة المعروفة بزاوية المحجوب في ظلّ تراجعٍ بأعداد الجنود في الشوارع.