تعززّت الساحة الثقافيّة عن منشورات دار »فيسيرا«، بمؤلف جديد، يخص الأدب الشعبي والموسوم» الشيخ بورقعة «، للشاعر الشعبي المعروف. مُسلطا الكتاب الضوء على أهم إنجازات الشاعر في المجال، وما جابت به قريحته الشاعرية بكل تألق جاد. جاء الكتاب في حوالي 100 صفحة، وفي طبعة أنيقة، من إمضاء الكاتبين والباحثين في مجال التراث الشعبي، جلال خشاب وكبلوتي ڤندوز. تناول الكتاب »الشيخ بورقعة «، حياته ومسيرته الأدبية، وتحمل مقدمة الكتاب » لم يكن بورقعة ذا ثقافة واسعة أو تحصيل علمي عال، بل الحياة أكسبته دروسا وتجارب أهلته إلى حيازة النبوغ في هذا اللون التعبيري، أي الشعر الشعبي، وإنصافا للشاعر الرمز الفنان الحاج بورقعة سعينا جاهدين في جمع أشعاره انطلاقا من الأشرطة والأسطوانات، ومن أفواه من عايشوه وأعجبوا به”«. أزاح الكتاب للثام عن حوالي 40 قصيدة، متنوعة المواضيع، والتي جاءت نتيجة تجاربه الحيواتية، منذ بداية مغازلته الشعر الشعبي. ولم تخلو قصائده من كشف مدى معاناته، وأهم محاطات حياته من حب، وألم، وحسرة، وفقر، ومعاناة، فمثلما كتب عن العشق كتب عن الثورة التحريرية بكل صدق. يذكر، أن بورقعة هو اسم الشهرة للشاعر، واسمه الحقيقي هو مساعدية أحمد بن محمد، من مواليد عام 1903 بمشتة النعشة عرش أولاد ضياء بلدية عين الزانة، وهي إحدى بلديات سوق أهراس. وقد غلب عليه لقب بورقعة منذ حداثة سنه نتيجة ارتدائه للباس المرقع بسبب فقره. عاش الشاعر كغيره من أبناء عصره محروما من ملذات العيش أمام وضع استعماري نال منه ومن أوضاعه لأمد من الدهر فاشتغل بالرعي وبالدراسة. وكان الشعر بمثابة السلاح والوعاء الأول لفارسية الشاعر الشعبي الشيخ»الشيخ بورقعة«، وبالتالي يعد المؤلف باكورة بحث أدبي أكاديمي، ومرجعا مهما لأهل الإختصاص، كونه أثرى الساحة الثقافية في الجزائر.