عن دار فيسيرا للنشر صدر في صنف الشعر الشعبي كتاب بعنوان "بورقعة" من إنجاز واعداد جلال خشاب وكبلوتي قندوز، وقد جاء في تقديمهما للكتاب: "لم يكن بورقعة ذا ثقافة واسعة أو تحصيل علمي عال، بل الحياة أكسبته دروسا وتجاربا أهلته إلى حيازة النبوغ في هذا اللون التعبيري/الشعر الشعبي، وانصافا للشاعر الرمز الفنان الحاج بورقعة سعينا جاهدين في جمع أشعاره انطلاقا من الأشرطة والأسطوانات، ومن أفواه من عايشوه وأعجبوا به". الكتاب يقع في 94صفحة وضم 40 قصيدة وبموضوعات مختلفة لكنها تشترك في رهافة الشعرية ومأساوية اللحظة والصورة والمعنى، أو بمعنى أشمل مأساوية الحياة بمجملها التي عاشها منذ أن وجد على دربها، عاشها بمكابدة ومعاناة وبكثير من التحدي في أن يواصل عيشها رغم قساوتها وحدتها، فلم تكن الحياة التي أبصرها تحمل في طياتها بعض المرونة والفرح والهناء، إنما كانت لا تحمل إلا القسوة والجراح والمعاناة، ومع هذا عاشتها بكل ما أوتيّ من رغبة وشغف. وهذا ما عبر عنه أيضا في الكثير من قصائده والتي قلنا أنها جاءت بموضوعات مختلفة، فمثلما كتب عن البؤس والفقر ومعاناته، كتب أيضا عن الحب بتوابل مفعمة بالحرارة والعشق، وكتب عن الخيانة والهجر بتوابل مفعمة بالألم والحسرة والشجن، وكتب عن الثورة وعن أشياء أخرى متصلة بحياته وعصره ومشغولاته. بورقعة هو الإسم الفني أو اسم الشهرة واسمه الحقيقي هو مساعدية أحمد بن محمد من مواليد عام 1903 بمشتة النعشة عرش أولاد ضياء بلدية عين الزانة وهي إحدى بلديات سوق أهراس وقد غلب عليه لقب بورقعة منذ حداثة سنه نتيجة إرتدائه للباس المرقع بسبب فقره. عاش بورقعة كغيره من أبناء عصره محروما من ملذات العيش أمام وضع استعماري نال منه ومن أوضاعه لأمد من الدهر فاشتغل بالرعي عله يقتات بما يسد رمقه ورمق أسرته المعوزة رغم حداثة سنه، لم تكن الفرصة سانحة لبورقعة ليتعلم في واقع سيطرت فيه الحاجة وتنوعت فيه المطالب، لذا كان لزاما عليه مجاراة ظروف هذا العصر فاشتغل بالرعي حينا وبالدراسة حينا آخر. من أجواء الديوان: "يا خوي مريض والقلب مكدر/ عياني البر روحي ضاقت فيه/ اتبقوا على خير ما قعدت نية/ والعبد الممحون يتذكر ما صاير بيه/ هذا رايك يا مدعية/ واهلكتيني برايك كيدرتيه". نوّارة لحرش