أكدت الجزائر، أمس، أن الإشاعات الكاذبة التي يتم الترويج لها حول وجود مرتزقة جزائريين في ليبيا، لن تقف عائقا أمام مواصلتها الدعوة إلى وقف إطلاق النار والبحث عن حل سلمي في ليبيا، وبعد أن أكدت وزارة الخارجية، هذه الإشاعات الكاذبة تمس بسمعة الجزائر، اعتبرت أن الهدف من وراء ترويج مثل هذه الإشاعات المضللة، يكمن في دفع بلادنا إلى اختيار ودعم جهة ضد أخرى في الأزمة بين الإخوة الليبيين. جددت الجزائر، أمس، استنكارها لعمليات التضليل الإعلامي الرامية إلى توريط السلطات الجزائرية في نشاطات مرتزقة بليبيا، حيث وصف الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية مثل هذه الادعاءات بالكاذبة، التي يسعى أصحابها من وراءها إلى المساس بسمعة الجزائر. وبعد أن أشار إلى أن وزارة الخارجية قد سبق وأن فند مثل هذه الادعاءات بشكل قاطع، أوضح المتحدث أن »الهدف من وراء الترويج لمثل هذه الأكاذيب يكمن في المساس بسمعة الجزائر، ودفعها دعم جهة ضد أخرى في الأزمة بين الأشقاء التي تهز ليبيا، وهو ما يعتبر إشارة واضحة إلى الموقف الجزائري الرافض منذ البداية لأي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا والمؤيد لفكرة الحوار بين الأشقاء الليبيين، وهو الموقف يتعارض مع ما ترمي إليه بعض الأطراف الدولية التي ترجح الحل العسكري على حساب الحل السياسيين والتي تدخلت عسكريا في المنطقة تحت لواء مساعدة المعارضة على القضاء على نظام القذافي. وعليه يصبح واضحا أن تتهم أطراف من المعارضة الليبية الجزائر بمساعدة نظام القذافي، ويصبح مفهوما أيضا أن تقوم جهات معينة بتشويه صورة الجزائر بحديثها عن وجود مرتزقة جزائريين في ليبيا للوقوف ضد المعارضة الليبية، خاصة بعد تأكد التحذيرات التي وجهتها الجزائر بخصوص استفادة الجماعات الإرهابية من استمرار العمل المسلح داخل ليبيا، واستغلال ظروف هذا البلد في تقوية نفسها، وهو ما يدعم موقف الجزائر الداعي من البداية إلى الإيقاف الفوري لإطلاق النار من أجل ضمان أمن واستقرار المنطقة التي مازالت تشهد نشاطا ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأمام كل هذه المحاولات أكدت وزارة الخارجية أن الجزائر»ستواصل دون هوادة في الدعوة إلى جانب الإتحاد الإفريقي إلى الوقف الفوري لكل أعمال القتال وإلى الدخول في حوار جامع بين الأطراف الليبية بغية التوصل إلى اتفاق حول كيفية الخروج من الأزمة«. من جهة أخرى، ذكر الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية أن الحكومة الجزائرية التي كانت دائما ضد ظاهرة المرتزقة في إفريقيا نظرا لانعكاساتها السلبية على الأمن والاستقرار في القارة قد باشرت في بداية 2011 عملا تنسيقيا كبيرا على مستوى الهيئات المعنية في الإتحاد الإفريقي المكلف بمحاربة ظاهر المرتزقة، وتدعم الجزائر حل الأزمة في ليبيا تحت غطاء الاتحاد الإفريقي بطريقة سلمية ودون أي تدخل عسكري أجنبي في المنطقة.