جددت الجزائر،نفيها القاطع لوجود"مرتزقة جزائريين في ليبيا لقتال الثوار،ووصفت ما تداول في هذا الخصوص ب"التضليل الإعلامي"،ردا على الاتهام الذي وجهه الثوار و المجلس الانتقالي الليبي أول أمس. وإن لجأت وزارة الخارجية إلى نفي ما زعمه المجلس الانتقالي الليبي،أمس،إلا أن الخرجة الإعلامية الثانية لوزارة الخارجية أمس،أظهرت تذمر الجزائر من حملة شعواء تستهدفها من اجل دفعها على التخندق إلى جهة من الجهتين، قوات القذافي،أو الثوار"،حيث وقال المدير العام للاتصال بالوزارة أمس،أن ما تداول ينم عن تضليل إعلامي يرمي إلى توريط السلطات الجزائرية في نشاطات لمرتزقة يزعم أن جزائريين يقومون بها ووصف ذلك ب"الادعاءات الكاذبة". وكان المجلس الانتقالي بليبيا أثار زوبعة إعلامية أمس، وقال أنه أوقف 15 ممن أسماهم ب"مرتزقة جزائريون"بأجدابيا،فضلا عن مقتل ثلاثة آخرين في معارك ضارية دارت في المدينة الواقعة شرق البلاد. بينما نفت، نفيا قاطعا،وزارة الخارجية الجزائرية أي مشاركة للجزائر في عملية للمرتزقة في ليبيا. وقال المتحدث أن هؤلاء الموقوفين "قالوا أنهم جزائريون وكانت لهجتهم جزائرية"، وأنه تم العثور على بطاقات هوية وجوازات سفر جزائرية في مبنى قريب في اجدابيا. زاعما أن هؤلاء "أكدوا أنهم يبيعون الحشيش وكانوا يحملون كمية من الحشيش". وقال المتحدث باسم الخارجية الجزائرية أنه "سبق له بصفته الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية و أن كذب قطعيا مرارا هذه الإدعاءات الكاذبة التي تشكل تضليلا إعلاميا يرمي إلى توريط السلطات الجزائرية في نشاطات لمرتزقة يزعم أن جزائريين يقومون بها". ولم يتردد، في تصريح شديد اللجهة،المسؤول الجزائري،في التصريح بان "دوافع أولائك الذين يروجون لهذه الإدعاءات العارية من الصحة للمساس بسمعة الجزائر تمليها عليهم إرادتهم في دفع بلادنا إلى اختيار و دعم جهة ضد أخرى في الأزمة بين الأخوة التي تهز ليبيا الشقيقة". موضحا بأن الجزائر لن تتراجع عن السعي بمعية الإتحاد الإفريقي إلى الدعوة إلى "الوقف الفوري" لكل أعمال القتال و إلى الدخول في "حوار جامع"بين الأطراف الليبية"بغية التوصل إلى "اتفاق حول كيفية الخروج من الأزمة". مشيرا بأن"الحكومة الجزائرية التي كانت دائما ضد ظاهرة المرتزقة في إفريقيا نظرا لانعكاساتها السلبية على الأمن والاستقرار في القارة قد باشرت في بداية 2011 عملا تنسيقيا كبيرا على مستوى الهيئات المعنية في الإتحاد الإفريقي المكلف بمحاربة ظاهر المرتزقة". وكانت الجزائر ردت على هاته الإدعاءات فور تداولها اول أمس، في اللقاء الذي قام به الوزير مراد مدلسي مع نظيره الكوبي ،حين أوضح"أن هذه المعلومات المتداولة بشكل دوري من طرف قنوات مختلفة لا أساس لها". وجاءت الإشاعات الليبية،بعد أن رفعت الجزائر من حجم موقفها الذي أكدت فيه أن عناصر من القاعدة يوجدون في ليبيا وقد تحصلوا على السلاح،كما تحدث مدلسي عن مبادرة الاتحاد الإفريقي لإقناع الجيش الليبي والثوار بوقف المعارك،قائلا أنها"مهمة لكنها صعبة".