أعلنت وكالة سانا السورية أمس أن » الحكومة السورية تقر مشروع قانون إنهاء حالة الطوارئ في البلاد، وكذا مشروع مرسوم إلغاء محكمة أمن الدولة العليا. وتأتي هذه الإجراءات الجديدة تنفيذا لوعود الرئيس السوري حافظ الأسد في محاولة لتجاوز حالة الاحتقان التي تعيشها كثير من المدن السورية. وعلى الصعيد الأمني،سقط عدد من القتلى والجرحى في حمص وسط سوريا عندما فتحت قوات الأمن النار على محتجين خلال ليلة الإثنين إلى الثلاثاء في ساحة »الساعة الجديدة« في المدينة، وذلك في وقت حملت فيه السلطات السورية مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية مسؤولية ما يجري في مدينتي حمص وبانياس. وتحدث ناشطون حقوقيون وشهود عن إطلاق القوات السورية النار بشكل مكثف على المعتصمين الذين رددوا هتافات تطالب بالحرية والوحدة والوطنية ونبذ الطائفية. وقال ناشط حقوقي إنه سجل إطلاق نار كثيف على المتظاهرين, وإن هناك »مجزرة«. كما قال شاهد عيان من حمص إن الاتصالات الهاتفية شبه مقطوعة عن المدينة, وإن إطلاق النار كان يتم بشكل مباشر على المتظاهرين. وتحدث أبو عصام عن حالة من »الرعب« تسود حمص, مشيرا إلى أنباء عن انتشار الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد لفض الاعتصام. وتحدث شهود عن سقوط أربعة قتلى وعشرات المصابين. وقالت وزارة الداخلية السورية في بيان إن »مجريات الأحداث الأخيرة كشفت أن ما شهدته أكثر من محافظة سورية من قتل لعناصر الجيش والشرطة والمدنيين والاعتداء على الممتلكات العامة وقطع الطرقات العامة والدولية، إنما هو تمرد مسلح تقوم به مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية ولا سيما في مدينتي حمص وبانياس«. وذكر البيان أن بعضا من هؤلاء دعا علنا إلى التمرد المسلح تحت شعار الجهاد مطالبين بإقامة إمارات سلفية, على حد نص البيان. وأشار البيان إلى أن »ما قامت به هذه المجموعات المسلحة يشكل جريمة بشعة يعاقب عليها القانون بأشد العقوبات«, وشدد على أنه »لن يتم التساهل مع النشاطات الإرهابية لهذه المجموعات المسلحة التي تعبث بأمن الوطن وتنشر الإرهاب«. وفي هذا السياق، أعلن مصدر رسمي مقتل ثلاثة ضباط في الجيش السوري أحدهم مع عدد من أفراد عائلته بيد »مجموعات مجرمة مسلحة« في حمص. وذكرت المصادر أن »مجموعات المجرمين المسلحة التي تقطع الطرق وتزرع الرعب والفوضى فاجأت العميد عبدو خضر التلاوي وولديه وابن شقيقه (...) قتلت الأطفال وحاميهم بدم بارد«. وأضافت أن »غريزة الغاب لديهم لم تكتف بإطلاق النار على الأبرياء بل لجؤوا إلى تقطيع الأوصال وتشويه الأوجه«. كما أعلنت مقتل ضابطين آخرين »استشهدا في منطقة الزهراء بحمص برصاص المجموعات الإجرامية المسلحة«.