أفرجت السلطات السورية عن عشرات السجناء السياسيين الموقوفين منذ سنوات في سجونها بعد أسبوع من المواجهات بين محتجين مطالبين بالإصلاح والحرية قتل خلالها نحو 55 شخصا وفق منظمة العفو الدولية (أمنستي). وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن السلطات أطلقت نحو 260 سجينا سياسيا معظمهم إسلاميون من سجن صيدنايا أمس الأول. وذكر أن غالبية المفرج عنهم ممن أكمل ثلاثة أرباع مدة الحكم وله الحق في إطلاق السراح "إلا أن السلطات نادرا ما كانت تمنحهم هذا الحق من قبل. يأتي ذلك بعد يومين من تعهد الرئيس بشار الأسد بإجراء إصلاحات تتضمن الإفراج عن المعتقلين ودراسة إنهاء العمل بقانون الطوارئ الذي بدأ تطبيقه عام 1963. في هذه الأثناء اعترفت السلطات بمقتل المواطن عادل فندي وإصابة آخرين في المظاهرات الشعبية المطالبة بالحرية والكرامة التي امتدت إلى مدينة حمص بعد اشتعالها بمدينة درعا الحدودية وسقوط قتلى خلالها برصاص رجال الأمن. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن مجموعة مسلحة استغلت تجمعا لبعض المواطنين في مدينة حمص وسط البلاد، واقتحمت نادي الضباط وقامت بأعمال تخريب وكسر وإطلاق نار ما أدى إلى استشهاد المواطن عادل فندي وإصابة آخرين إضافة إلى إلحاق الأذى والضرر بالنادي والمحال التجارية المجاورة. وجددت الحكومة اليوم تأكيدها بأن قوات الأمن "ستواصل ملاحقة العناصر المسلحة التي تروع السكان والأهالي وتحاول العبث بأمن الوطن والمواطنين". دون تقديم المزيد من الإيضاحات حول تفسير هذا الخطاب. جاء ذلك وسط معلومات بأن قوات الأمن هاجمت تجمعا احتجاجيا جرى في مدينة دوما القريبة من دمشق منتصف ليل الجمعة السبت واعتقلت نحو مائتين من المشاركين فيه. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن ناشطين قولهم إن نحو أربعة آلاف شخص شاركوا بالتجمع وأن القوى الأمنية قامت بمهاجمتهم بعد قطع التيار الكهربائي مستخدمة العصي والهراوات مما أدى إلى إصابة عدد منهم بجراح. وكانت الشرطة قد أطلقت النار أمس على محتجين في بلدة الصنمين أثناء توجههم للمشاركة في تشييع قتلى سقطوا باحتجاجات درعا في وقت سابق من هذا الأسبوع. وقال شهود لوكالة يو بي آي إن عدد القتلى في الصنمين (40 كلم جنوبي دمشق) بلغ 15 شخصا إضافة إلى جرح أربعين آخرين، بينما أشار حقوقيون ونشطاء إلى أن عدد قتلى الصنمين بلغ عشرين شخصا. وفرضت السلطات قيودا على تحركات الصحفيين، غير أن مراسلا لرويترز بدرعا قال إن عشرات الآلاف الذين شاركوا أمس في جنازات المتظاهرين الذين قتلوا بوقت سابق من الأسبوع الماضي كانوا غير مسلحين. وردد المشيعون الذين تأثروا بالانتفاضتين الناجحتين بتونس ومصر حرية بينما سارت في دمشق ومدن أخرى مظاهرات دعم للرئيس الأسد. وفي وقت مبكر من صباح اليوم أعلنت المساجد بأنحاء درعا أسماء الشهداء الذين ستشيع جثامينهم بوقت لاحق اليوم، في حين أزال عمال البلدية الحطام من حول تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي أسقطه المحتجون. وذكرت المجموعة الدولية للأزمات أن الرئيس بشار الأسد 45 عاما الذي تلقى تعليمه في بريطانيا قد يستعين برصيد من حسن النية لدى الجماهير لتفادي المواجهة وتطبيق إصلاحات سياسية واقتصادية. وقالت إن سوريا تواجه ما سيصبح سريعا لحظة حاسمة لقيادتها.