وافق الرئيس السوري بشار الأسد أمس، على استقالة حكومة رئيس الوزراء محمد ناجي عطري، وكلفها بتسيير الأعمال إلى غاية تشكيل حكومة جديدة، في الوقت الذي شهدت فيه العديد من المدن السورية، مسيرات حاشدة مؤيدة للنظام، مقابل الاحتجاجات الدامية المناهضة له. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الإعلام، ريم حداد قبول الأسد استقالة الحكومة الحالية، مشيرة إلى أنه ''من المتوقع صدور قرار في غضون الساعات القليلة المقبلة بتكليف حكومة جديدة''. وحول التقارير التي أفادت بأن الرئيس السوري يعتزم توجيه خطاب اليوم، قالت حداد إن الرئيس بشار الأسد سيوجه خطاباً مهماً. ويأت ذلك بعد أن كانت وكالة الأنباء السورية الرسمية ''سانا''، قد نقلت عن نائب رئيس الجمهورية، فاروق الشرع، قوله في وقت سابق من أول أمس أن الرئيس الأسد سيلقي ''كلمة مهمة خلال اليومين القادمين، تطمئن كل أبناء الشعب''. كما أفادت الوكالة بأن ''مسيرات شعبية مليونية'' عمت المحافظات السورية ''وفاءً للوطن، وتأكيداً على الوحدة الوطنية، والحفاظ على الأمن والاستقرار، ودعماً لبرنامج الإصلاح الشامل''، الذي يقوده الرئيس بشار الأسد. وأضافت أن المواطنين من جميع شرائح المجتمع، تدفقوا منذ الصباح إلى الساحات الكبيرة والشوارع الممتدة لها، معبرين عن الوفاء لوطنهم، ورفض محاولات بث الفتنة، التي تستهدف نموذج العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد. وكانت سوريا قد شهدت يوماً دامياً الجمعة الماضي ، مع انتشار الاحتجاجات في عدة مدن بعد الصلاة، حيث أطلقت الشرطة النار على المتظاهرين لتفريقهم بالقوة، وأدى ذلك لسقوط قتلى في كل من ''حمص'' و''درعا'' و''اللاذقية'' و''الصنمين''. من جهة أخرى كانت السلطات السورية قد أعلنت الأحد الماضي، مقتل 10 أشخاص من قوات الأمن والمدنيين، ''خلال اعتداءات نفذتها عناصر مسلحة'' في مدينة اللاذقية على مدى يومين، وذلك بعدما اتهمت مواقع للمعارضة السورية الأمن بفتح النار على محتجين في المدينة. وتأتي هذه الحصيلة في وقت أكدت فيه المتحدثة باسم وزارة الإعلام السورية، أن ''قانون الطوارئ في البلاد سيتم رفعه''. ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر مسؤول لم تسمه، أن ''الاعتداءات التي شنتها عناصر مسلحة على أهالي وأحياء مدينة اللاذقية'' أدت كذلك إلى ''مصرع اثنين من العناصر المسلحة، التي جابت شوارع المدينة واحتلت أسطح بعض الأبنية وأطلقت النار عشوائياً على المواطنين وبثت الذعر بين الأهالي''. وأصيب نحو 200 شخص، معظمهم من قوى الأمن، بحسب الوكالة الرسمية، ''في الاعتداءات التي طالت المنشآت والممتلكات العامة والخاصة والمؤسسات الخدمية والمحال التجارية'' في المدينة الساحلية.