توفي، مساء أمس، الناقد والكاتب الجزائري عبد الله الركيبي، بعد صراع مرير مع مرض ألم به، وسيوارى جثمان الفقيد الثرى اليوم بمقبرة سيدي أمحمد بالعاصمة. الراحل عبد الله ركيبي من مواليد 1928 بجمورة ولاية بسكرة، ويعتبر واحدا من مؤسسي اللبنات الأولى للدراسات الأدبية والنقدية في الجزائر، وهو من النواة الأولى التي أسست اتحاد الكتاب الجزائريين من خلال تقلده منصب أول أمين عام مساعد لرئيسه الروائي الراحل مالك حداد عندما تم تأسيسه العام 1974. كان أول المثقفين الذين اعتقلتهم السلطات الاستعمارية بعد عام من اندلاع الثورة التحريرية 1954 بعد عودته من تونس، وأول الذين أرغمتهم على الإقامة الجبرية بولاية بسكرة، قبل أن ينجح في الفرار من السجن الاستعماري باتجاه جبال الأوراس، فيعاد إرساله إلى تونس ومنها إلى القاهرة. يعد عبد الله الركيبي أول المثقفين الذين تولوا لجنة الفكر والثقافة في حزب جبهة التحرير الوطني، كما تقلد عدة مسؤوليات، إذ كان سفيرا للجزائر بسوريا وعضوا بمجلس الأمة، ويعتبر أول برلماني جزائري ينجز دراسة غير مسبوقة بعنوان »حاجتنا إلى ثقافة سياسية وهل لمجلس الأمة دور فيها«، وهو أول من تناول ظاهرة الفرانكفونية بمنهج واضح وتحليل موضوعي في مصنفّه القيم »الفرانكفونية مشرقاً ومغرباً«، ناهيك عن اتقانه للعديد من اللغات الأجنبية.