أصبحت المظاهرات والاحتجاجات جزء من ديكور اجتماعات قمة الدول الأغنى في العالم، وفي اليابان أمكن تسجيل لقطات عن ممارسات بوليسية بقيت لصيقة بدول العالم الثالث، فقد لجأت الشرطة إلى استعمال العنف لتفريق المتظاهرين ومنع أشخاص من الدخول إلى البلاد لأنهم مناهضون للعولمة، ورغم هذا وجد المتظاهرون سبيلا للتعبير عن رفضهم للسياسات التي تتبعها أنظمة هذه الدول التي تمثل الرأسمالية في صورتها الأكثر توحشا. السبع الكبار هم سادة النظام الرأسمالي الذي أفسد البر والبحر وهو يدفع بالبشرية إلى الفناء، والذين يتظاهرون دون كلل ضد هؤلاء إنما يمثلون رأي الأغلبية الساحقة من شعوب الأرض التي ترفض هذا النظام القائم على الجشع والاستغلال وترفض أيضا هذه الحروب غير المبررة من أجل السيطرة على الموارد وإخضاع المعارضين الذين يرون أن العالم سيكون أفضل لو اختار البشر طريقا آخر غير طريق الرأسمالية التي امتهنت كرامة الإنسان وجعلت أغلبية البشر عبيدا في خدمة قلة قليلة من كبار الرأسماليين الاحتكاريين. سيتعين على المتشدقين بالديمقراطية والحرية من أمثال بوش وساركوزي وبراون وميركل أن يصغوا جيدا إلى تلك الهتافات التي تتعالى في كل مدينة يحلون بها لعقد اجتماعهم السنوي، فالأصوات واضحة تماما وهي تقول إن ما يجري من ممارسات اقتصادية خاطئة هو السبب في انتشار الفقر والمرض والجهل في عالم وصل إلى مستويات غير متوقعة من التقدم العلمي والتكنولوجي، وهؤلاء الذين يقطعون آلاف الأميال لإسماع صوتهم لهؤلاء الكبار يمثلون رأي الأغلبية المسحوقة التي تقول كفى استغلالا ونهبا، وبمعايير الديمقراطية فإن أغلبية البشر هي ضد هذا النظام الذي تفرضه أقلية بالحديد والنار تارة وبالتلاعب والخداع تارة أخرى. لقد حان الوقت ليبحث الإنسان عن طريق للخلاص من شرور الرأسمالية التي تبشر بمزيد من الموت والجوع والمرض والخوف بعد أن تكشفت حقيقة الأكاذيب التي روجتها منذ عقود كثيرة من الزمن.