الامين العام الجديد للناتو عرفت مدينة ستراسبورغ على الحدود الفرنسية الألمانية مظاهرات صاخبة قادها آلاف الأشخاص الغاضبون من السياسة التي ينتهجها الزعماء الذين اجتمعوا على مدى يومين في قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو". * ووقعت صدامات عنيفة أمس السبت بين قوات الأمن ومتظاهرين مناهضين للقمة أسفرت عن سقوط العديد من الجرحى بعدما استعملت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط لتفريق المتظاهرين الذين قاموا بإحراق العديد من المرافق. ورفع المتظاهرون لافتات تعبر عن مناهضتهم لسياسة "الناتو" كما لم تخل المظاهرات من مظاهر دعم للفلسطينيين، حيث ظهر بعض الشباب وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية. وكانت مظاهرات مماثلة قد شهدتها العاصمة البريطانية لندن تزامنا مع انعقاد قمة العشرين أدت إلى وفاة أحد الأشخاص. * وبحسب وكالات الأنباء فقد قام المتظاهرون الأوروبيون أمس بإضرام النار بأحد الفنادق قرب جسر أوروبا الذي يعبر ضفتي نهر الراين بين فرنسا وألمانيا.والتهمت النيران الطابق السفلي للمبنى الذي يضم 78 غرفة والتابع لشبكة الفنادق ايبيس. * وتمكن رجال الإطفاء من التدخل قبل انتشار السنة اللهب في الطابق الأعلى. كما احرق المتظاهرون الغاضبون في الجانب الفرنسي من جسر أوروبا، المباني القديمة للجمارك الفرنسية الخاوية تماما. وأقام المتظاهرون الذين يقدر عددهم بحوالي أربعة آلاف حاجزا على الجسر بواسطة أعمدة الإشارات وأثاث مكتب وأحرقوا إطارات سيارات. كما بدأ المتظاهرون بانتزاع أعلام عند مدخل الأراضي الفرنسية وتخريب المبنى بتحطيم كل نوافذه بالرفوش والحجارة. * وقد وقعت الصدامات عند منتصف النهار فيما سمح للمتظاهرين المناهضين للحلف الأطلسي في نهاية المطاف بالعبور للوصول إلى موقع التظاهرة الدولية قرب الحدود في الموعد المقرر عند بعد أن وقفوا خلال ساعتين وجها لوجه مع قوات الأمن في جو متوتر .وبما أن الشرطة الفرنسية لم تكن موجودة في المكان أمرت قوات الشرطة الألمانية المتظاهرين "بالتراجع ووضع حد لأعمال العنف تجاه قوات الأمن"، مهددين باستخدام خراطيم المياه والهراوات. وحذرت الشرطة الألمانية المتظاهرين في الجانب الألماني بأنه يستحيل عليهم الانضمام إلى التظاهرة الدولية الكبرى لأسباب أمنية. وأثناء الإقفال لمدة ساعتين قامت مجموعة صغيرة من المتظاهرين بإلقاء شتى أنواع المقذوفات على عناصر الشرطة من قضبان حديد وحجارة وقنبلتين يدويتين على الأقل. كما قاموا بتعطيل كاميرا فيديو للمراقبة. وكانت اندلعت صباحا بعض المواجهات لكن تخللت ذلك أوقات هادئة حيث انشد المتظاهرون في الشارع أغنيات وعزفوا على آلات الغيتار. * ووقعت أعمال العنف هذه بينما كان القادة ال 28 في حلف شمال الأطلسي يعقدون اجتماعهم المخصص لإعادة ترتيب البيت الأطلسي وكيفية دعم الإستراتيجية الأمريكيةالجديدة في أفغانستان. وأعلن الأمين العام للحلف في الذكرى الستين لقيامه ياب دي هوب شيفر في ستراسبروغ أن المنظمة الأطلسية وفت بالتزاماتها لجهة دعم الاستقرار في أفغانستان. * وأكد دي هوب شيفر أن الحلفاء سيساهمون في شكل اكبر في تدريب القوات الأفغانية، وسيرسلون تعزيزات لضمان امن الانتخابات الرئاسية المقررة في أوت وسيمولون صندوقا لدعم الجيش الأفغاني. كما أعلن البيت الأبيض أن الحلف مستعد لنشر خمسة ألاف جندي إضافي في أفغانستان. * ويبدو أن سياسة التغيير التي ينتهجها باراك أوباما قد لقيت ترحيبا من الحلفاء عكستها مواقف الزعماء الأوروبيين، حيث قال الرئيس الفرنسي: "نريد أن نكون أصدقاء وحلفاء منتصبي القامة" وأعلن ساركوزي أمام نظرائه في الحلف الأطلسي أن فرنسا استعادت مكانها بالكامل في الحلف، مؤكدا بذلك عودة بلاده إلى القيادة العسكرية المندمجة والتي كانت قد غادرتها عام 1966. كما أعلن ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ماركيل دعمها للولايات المتحدة في أفغانستان وأعربا خلال قمة الأطلسي عن ارتياحهما للإستراتيجية الجديدة التي وضعها باراك أوباما وقال أن أمام الجميع "مسؤولية تاريخية" إزاء أفغانستان . وأوضحت المستشارة الألمانية أن بلادها "ستواصل مساهمتها بجنود وتدريب الشرطة الأفغانية أو من خلال المساعدة على إعادة الأعمار في هذا البلد. * * راسموسن أمينا عاما لحلف الأطلسي بعد ضمانات قدمت لتركيا * أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر في ختام قمة الحلف في ستراسبورغ أمس السبت أن رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن سيعين خلفا له بعدما تراجعت تركيا عن تحفظاتها على تعيينه. وقال دي هوب شيفر أن "الجميع مقتنعون تماما بان اندرس فوغ راسموسن هو الخيار الأفضل للحلف"، مشيرا إلى أن روساء دول وحكومات الحلف ال 28 توصلوا في النهاية إلى اتفاق بعد يومين من المحادثات. وجاء ذلك بعدما التقى أوباما على هامش القمة مع الرئيس التركي عبد الله غول رفقة اندرس فوغ راسموسن. * وحسب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فقد قدم أوباما ضمانات لبلاده مقابل ذلك. * ويذكر أن هذا الأخير كان قد دافع باسم حرية التعبير عن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام والتي نشرتها صحيفة دنماركية في عام 2005 وأثارت ضجة في العالم الإسلامي. *