شنت طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) غارة على مجمع باب العزيزية وهدمت مبنى بداخله، في ما وصفت بأنها محاولة لقتل الزعيم الليبي معمر القذافي. ويأتي ذلك بينما انقطع بث ثلاث محطات تلفزيونية حكومية لفترة وجيزة بعد انفجارات في طرابلس. وقالت مسؤولة صحفية من حكومة القذافي إن الغارة التي تمت في الساعات الأولى من يوم أمس الإثنين أوقعت 45 مصابا بينهم 15 في حالة خطيرة، وإن البعض ما زال مفقودا بعد الهجوم. وقالت المسؤولة التي طلبت عدم نشر اسمها إن القذافي كان يستخدم المبنى المدمر في الاجتماعات الوزارية واجتماعات أخرى. وكان رجال الإطفاء ما زالوا يعملون لإخماد الحرائق المشتعلة في جزء من المبنى المدمر عندما نقل صحفيون في رحلة نظمتها الحكومة إلى موقع الهجوم بعد بضع ساعات من انفجارات ضخمة هزت وسط العاصمة الليبية. وسمع خمسة أو ستة انفجارات في أحياء طرابلس وانقطع بعدها البث عن القناة الفضائية الليبية الجماهيرية والقناة الليبية الفضائية وقناة الشبابية. وبينما عاد البث إلى المحطات الثلاث بعد نحو ربع ساعة، لم تتسن معرفة المزيد من التفاصيل عن طبيعة الانفجارات وأسباب توقف البث التلفزيوني. وجاءت هذه التطورات بعدما قالت قوات الناتو إنها ستكثف غاراتها الجوية على كتائب القذافي، داعية المواطنين إلى الابتعاد عن أماكن الكتائب. وقال الأميرال روس هاردينغ نائب قائد عمليات الناتو إن قواته ستقوم بكل ما في وسعها لحماية المدنيين الليبيين. ومن جانب آخر قتل 12 شخصا أول أمس الأحد وجرح أكثر من مائة آخرين في القصف المتواصل لمدينة مصراتة. وأكد الثوار أنهم أرغموا قوات القذافي على التقهقر في مصراتة، واستعادوا قسما كبيرا من شارع طرابلس ومبنى التأمين الذي كان قناصة تابعون للكتائب يتمركزون فيه منذ أيام. وقال جندي أسير من كتائب القذافي إن العديد من رفاقه يفكرون في تسليم أنفسهم، غير أنهم خائفون من تعرضهم للتصفية من قبل الثوار. وبدوره أعلن الناطق العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي العقيد عمر باني أن إعلان نظام القذافي تعليق العمليات »فخ«، وأن قواته تستعد لشن هجمات جديدة. وأكد العقيد باني أن النظام يريد »إيهام العالم« بأن قبائل مدينة مصراتة الكبيرة ما زالت موالية له، مشيرا إلى أن القذافي يريد إظهار ما يجري للعالم على أنه حرب أهلية بين القبائل الليبية. وفي غضون ذلك قصفت كتائب القذافي منطقة قريبة من المنفذ الحدودي ذهبية-وازن الذي استولى عليه الثوار الخميس الماضي. وقال عنصر من الجيش التونسي إنه سمع أصوات ثمانية انفجارات في آخر نقطة حدودية مع تونس، لكنه أضاف أن القصف لم يصل إلى الجهة التونسية من الحدود. وأكدت مصادر الثوار تجمع الكتائب في قرية أم الفأر الحدودية، في ما يعتقد أنها محاولة لاستعادة السيطرة على المنفذ الحدودي.