اعتبر الأمين عام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي سعيد، أن الحملة الشرسة التي تشنها بعض الأطراف، في إشارة إلى النقابات المستقلة، ضد الاتحاد المتهم بالصمت جراء الإضرابات التي شنتها مختلف القطاعات خلال الأسابيع الماضية، هدفها »ضرب استقرار الوطن خدمة لأجندات أجنبية التي لا تريد للجزائر أن تعيش في كنف الرقي والاستقرار«، مضيفا في ذات السياق أن ثقافة الإضراب بالنسبة لاتحاد العمال الجزائريين تجاوزها الدهر وتحولت في زمن انفتاح الدولة الجزائرية إلى ثقافة حوار وتشاور مشترك بين النقابة والحكومة. وشدد سيدي السعيد في مداخلته بمناسة إحياء ذكرى عيد العمال بسطيف تمسك العمال باتحادهم الشرعي الذي قدم لهم الكثير كما قدم للجمهورية من خلال التضحيات الجسيمة التي قدمها عربون وفاء بهدف خلق جو تلتقي فيه، يضيف سيدي السعيد، كل شرائح المجتمع لغاية وحيدة وهي المساهمة في بناء الوطن مهما كانت الصعوبات، ليشير بعدها للمشككين في نضال المركزية النقابية متحديا النقابات التي وصفها ب»الأبواق الناسفة والمناوئة لاستقرار الوطن«، متسائلا عن سر غيابها سنوات الجمر والإرهاب، ليطلب للعمال بعدم الانسياق وراءهم وتجديد الثقة في الاتحاد العام الذي لا يجد حسب أمينه العام أية عقدة للدفاع عن الجزائر وعن مواطنيها، معتبرا الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية من خلال الاحتفال الرسمي للاتحاد بالعيد العالمي للعمال دليل قاطع للثقة البالغة لرئيس الجمهورية المودعة في المركزية النقابية، نافيا أي صمت للاتحاد الذي لا يزال يتفاوض -حسب سيدي السعيد- في هدوء لحل المشاكل يوميا، فيما اعترف بالتفاعل الإيجابي للسلطات مع الاتحاد معترفا بالسياسة الرشيدة المنطوية تحت لواء الحوار التي دعا كل العمال والنقابيين لتكريسها والتي بفضلها نمكن من تحقيق الاستقرار والنمو. وفي تعليقه عن الإضرابات التي تشنها النقابات المستقلة أكد أمين عام المركزية النقابية أن هذه الوسيلة باتت من حكم الماضي، وأن كل مظاهر العنف لا تولد سوى العنف، مضيفا بأن الرهان الحاضر بالنسبة للنقابات يكمن في تعلم الحوار النقابي مع المؤسسات بهدف الحفاظ على مناصب العمل وخلق أخرى والمساهمة في رفع القدرة الشرائية للمواطن والإحساس بالدور الوطني لكل نقابي البعيدة عن الأهداف الشخصية، مشيرا أن موجة الإحتجاجات التي تبدو في ظاهرها محلية لكن تريد من خلالها الدول المتطورة تحطيم الجزائر التي تمكنت من التنصل من التبعية لها اقتصاديا وباتت في طليعة الدول السائرة في طريق النمو والتي لم تتمكن تلك الأطراف في زجها إلى مصير بعض الدول المجاورة.