دعا وزير الخارجية مراد مدلسي، أول أمس، رسميا إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في الصومال الذين وقعوا ضحية أعمال قرصنة، وعلى رأسهم البحارة الجزائريون الذين تم اختطافهم بداية العام الجاري من طرف قراصنة صوماليين، موضحا أنهم في صحة جيدة وأن السلطات الجزائرية في اتصال منتظم معهم. وقال مدلسي في مداخلة ألقاها خلال حفل نظم إحياء ليوم إفريقيا »إننا نغتنم هذه الفرصة لتوجيه نداء رسمي من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن بمن فيهم الجزائريين المحتجزين منذ مطلع هذه السنة مع أمل أن يلتقوا في أقرب وقت بعائلاتهم«، موضحا أن الرهائن الجزائريين في حالة جيدة وأن السلطات الجزائرية تتابع الوضع وهي في اتصال منتظم معهم عبر مجهز السفن انترناشيونال بولك كارييرز الذي يتفاوض من أجل التوصل إلى إطلاق سراحهم. وشدد مدلسي من جهة أخرى، على أهمية تعاون المجتمع الدولي لوضع حد لهذه العمليات التي تهدد الاستقرار في الصومال، مشيرا إلى أن إفريقيا والمجتمع الدولي مطالبين بتكثيف جهودهما أكثر من أجل تعزيز إمكانيات بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال والقضاء على الجماعات الإرهابية التي تواصل تهديدها لاستقرار هذا البلد ورهن مستقبله. جدير بالذكر، أن باخرة الشحن التي تحمل العلم الجزائري »أم.في.البليدة« تعرضت بتاريخ 1 جانفي الأخير إلى عملية قرصنة في عرض البحر فيما كانت متوجهة نحو ميناء مومباسا بكينيا، وتحمل الباخرة طاقما يتكون من 27 بحارا منهم 17 من جنسية جزائرية في حين أن قبطان الباخرة و 5 من أعضاء الطاقم من جنسية أوكرانية. أما بالنسبة للأربعة الآخرين فاثنين من جنسية فيليبينية وواحد من جنسية أردنية وواحد من جنسية إندونيسية. ومن جهة أخرى، جدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية موقف الجزائر من الأزمة في ليبيا الأحد مجددا بأن خارطة طريق الاتحاد الإفريقي حول ليبيا توفر إطارا مميزا للخروج من الأزمة في هذه البلاد. وفي السياق، ذكر مدلسي أن الجزائر لم تكف عن لفت نظر المجتمع الدولي إلى العواقب الوخيمة لهذه الأزمة على منطقتنا سيما فيما يتعلق بانتشار الأسلحة الحربية واستعمالها من قبل الجماعات الإرهابية الناشطة خاصة في منطقة الساحل. وقال »نأمل في تلبية نداء الاتحاد الإفريقي للسماح للأشقاء الليبيين بتقرير بكل حرية مستقبلهم المشترك عبر الحوار السياسي للحفاظ على وحدتهم وسلامتهم الترابية وصون سيادتهم.. لا يمكن أن نبقى غير آبهين بما يتكبده الشعب الليبي الشقيق من معاناة«. أما فيما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية، فقد أوضح مدلسي أن الجزائر تتمنى أن يفضي مسار المفاوضات بين المغرب و جبهة البوليزاريو سريعا إلى حل سياسي عادل من شأنه أن يسمح للشعب الصحراوي بممارسة حقه في تقرير المصير بكل حرية، قائلا:» إذ تتمسك بلادي بتسوية هذا الملف المتعلق بتصفية الاستعمار في إطار احترام الشرعية الدولية فهي تتمنى أن يفضي مسار هذه المفاوضات سريعا إلى حل سياسي عادل و دائم و مقبول من الطرفين من شأنه أن يسمح للشعب الصحراوي بممارسة حقه في تقرير المصير بكل حرية طبقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة«. وتأسف الوزير من جهة أخرى، لكون النزاع في الصحراء الغربية قد طال أمده ولم يعرف نهايته، مشيرا إلى أن مجهودات المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس، سمحت بإعادة بعث مسار المفاوضات في إطار غير رسمي بين طرفي النزاع المملكة المغربية وجبهة البوليزاريو.