تعرضت، ظهر أول أمس، باخرة جزائرية تحمل اسم ''البليدة'' تابعة لشركة خاصة للنقل البحري مسماة ''إي· بي· كي'' (أنترنسيونال بيلك كاريير) إلى عملية قرصنة بعرض البحر، على بعد نحو 150 ميل بحري جنوب شرق ميناء صلالح بسلطنة عمان· وكانت الباخرة التي تنقل حوالي 586,20 طنا من شحنة ''الكلكنر'' التي تدخل في صناعة الإسمنت موجهة إلى أحد مصانع الإسمنت بالشرق الجزائري، متوجهة إلى مرفأ ميناء دار السلام بتانزانيا، وعلى متنها 27 شخصا من بينهم 17 جزائريا والبقية عمال ماليزيين وأوكرانيين· واختصت باخرة البليدة التي أنجزت عام 1978 وقدرة شحنها تصل 12829 طن في نقل شحنات القمح المستورد من عدد من دول العالم، لكن هذه المرة تم تسخيرها لنقل شحنة مادة ''الكلكنر''· وقد أرسل طاقم الباخرة نداء استغاثة التقطته مصالح حراس السواحل لميناء صلالح الدولي، وتم إخبار ''أونافور الصومال'' التي تتولى مهام عملية مرافقة السفن التجارية التي تحمل مساعدات إنسانية من برنامج الغذاء العالمي ''باما والسفن من بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال''، كما تتولى ''أونافور الصومال'' مهام حماية السفن المعرضة للخطر في خليج عدن والمحيط الهندي وتتولى عملية المراقبة بسواحل الصومال أيضا· وقد تم إنشاء خلية أزمة على مستوى وزارة النقل لمتابعة تطورات الأحداث، وعلمنا أن مصالح حراس الشواطئ التابعة للقيادة العامة للبحرية الوطنية تتابع عن كثب تطورات القضية· هذا، وقد حاولنا ولعدة مرات الاتصال بوزارة الخارجية لمعرفة مستجدات الأزمة، ومصير السفينة والرعايا الجزائريين على متنها، غير أننا لم نظفر بأي مسؤول في خلية الإعلام للإدلاء بتصريح، كما لم تقم أية جهة رسمية في الجزائر، بتأكيد الخبر وإعطاء تفاصيله أو تكذيبه· وهذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها باخرة جزائرية لعملية قرصنة في عرض السواحل الصومالية من قبل قراصنة صوماليين ما زالوا يحتجزون أكثر من 654 شخص و28 باخرة، ما زالت المفاوضات جارية مع القراصنة للإفراج عنها وإطلاق سراح الرهائن· بالموازاة، أعلنت القوة البحرية الأوروبية لمكافحة القرصنة أن قراصنة صوماليين اختطفوا، أول أمس السبت، سفينة صيد موزامبيقية على بعد 370 كيلومتر جنوب غرب جزر القمر في المحيط الهندي، تدعى ''فيجا ''5 وتزن 140 طن وعلى متنها طاقم مكون من 14 شخصا من جنسيات غير معروفة· ويبدو أن القراصنة الصوماليين صعّدوا من نشاطهم القرصاني في الآونة الأخيرة، إذ أعلنت قوة ''أتالانتا'' البحرية الأوروبية لمكافحة القرصنة يوم الجمعة الماضي أن قراصنة صوماليين قاموا في 24 ديسمبر الماضي بالهجوم على ناقلة النفط ''إفريقيا'' المسجلة في ليبيريا والمملوكة لشركة روسية وناقلة النفط الهندية ''ماجستيك''، في أول هجوم جنوب الصومال قبالة سواحل شرق إفريقيا وخارج منطقة القرن الإفريقي، وهو ما يؤشر إلى أن القراصنة باتوا ينشطون في مناطق جديدة بالنسبة إليهم· كما استولى قراصنة صوماليون منذ أسبوع كذلك على سفينة صيد تايوانية قبالة ساحل شمال شرقي مدغشقر في المحيط الهندي كان على متنها طاقم السفينة المكون من 26 بحارًا من تايوان والصين وفيتنام· ويجني القراصنة الصوماليون عشرات الملايين من الدولارات من الفديات التي يحصلون عليها من خلال اختطاف سفن تجارية في المحيط الهندي وخليج عدن رغم جهود الأساطيل الحربية الأجنبية لكبح مثل هذه الهجمات·