أكد المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل، أن مصالحه باشرت مراجعة منظومة التكوين على ضوء مستلزمات القانون الأساسي الجديد لموظفي الشرطة، الذي حدد بدقة المهام الموكلة لمختلف أسلاك الشرطة، موضحا أن ذلك استدعى تكييف كافة البرامج وتحيينها بالنظر إلى التحولات المتسارعة التي عرفها المجتمع في مختلف الميادين خاصة فيما يتعلق بتطور الجريمة بكل أشكالها، وطمأن هامل منتسبي جهاز الشرطة العاملين بجنوب البلاد بالتكفل بهم من كل النواحي. أوضح اللواء هامل، أمس، على هامش إشرافه على تخرج دفعة من محافظي الشرطة التي بلغ عددها 322 محافظ، ودفعة من الملازمين الأوائل للشرطة ب 467 ضابط بالمدرسة التطبيقية للأمن الوطني بالصومعة بولاية البليدة، أن هذه الدفعة تعد الأخيرة في ظل نظام التكوين السابق، من حيث المحتوى والأساليب، مؤكدا أن مدة التكوين سترتفع إلى 24 شهرا بدلا من 6 أشهر. المدير العام لأمن الوطني الذي كان مرفوقا بوزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية، ووزير الأشغال العمومية عمار غول والمدير العام للحماية المدنية لهبيري، المدير العام للمواصلات السلكية واللاسلكية، وكذا والي الولاية محمد أوشان ورئيس المجلس الشعبي الولائي رابح طايبي، أكد أن تكوين إطارات الشرطة سيتركز على تطوير أساليب تدريبية متخصصة مع مواكبة المستجدات، وجعل مدارس الشرطة منارات علم ومعرفة تتخرج منها الإطارات والعناصر المؤهلة والقادرة على أداء مهامها على أكمل وجه. وفي سياق ذي صلة، أشار اللواء هامل إلى أن أكبر التحديات التي يواجهها جهاز الشرطة هو التصدي للجريمة المنظمة لما تشكله من تهديد بالغ على مصالح الأفراد والجماعات، ولهذا أضحى لزاما على أفراد الأمن الوطني بذل كل الجهود لدرء مختلف الانحرافات واضعين نصب أعينهم واجب إرساء جسور الشراكة مع المواطن والمجتمع المدني باعتبارهما أساس الشرطة الجوارية والنهوض بهذه العلاقة إلى مستوى العمل الفاعل وجعل روح المواطنة هي المحرك الأساسي لهذا الإنجاز المشترك الذي يكون الرابح فيه هو المجتمع الجزائري. من جهة أخرى قال اللواء الهامل إن »كل التجاوزات المسجلة في صفوف الشرطة هي تجاوزات فردية ومعزولة«، موضحا أن أساس العلاقة بين المواطن ورجل الأمن هي الاحترام المتبادل، وأكد أنه لن يرضى بأن تشوه أسس هذه العلاقة عبر ممارسات فردية وتجاوزات معزولة لا تعكس رسالة جهاز الأمن الوطني. وشدد المدير العام للأمن الوطني، أمام ضباط الشرطة المتخرجين، على ضرورة التطبيق الصارم لتوجيهات القيادة التي تنص على وضع كرامة المواطن فوق كل الاعتبارات والعمل على الحفاظ على أمن الوطن والمواطن، كما دعا المتخرجين إلى التطوير المستمر لمعارفهم وخاصة المنهجيات العملياتية حتى يكونوا في مستوى متطلبات المهنة وطموحات المواطن في التكفل بانشغالاته ذات الطابع الأمني.