شهدت أمس المدرسة التطبيقية للأمن الوطني بالصومعة تخرج آخر الدفعات الخاصة بإطارات وأعوان الأمن الوطني ضمن نظام التكوين ''الكلاسيكي'' ليشرع بعد عملية التوظيف التي شرع فيها في تطبيق نظام تكويني جديد من حيث المدة ومواد التكوين والتخصصات التي سيتم فيها التركيز على المحاور المتعلقة بحقوق الإنسان بالإضافة إلى المؤطرين الذين يشترط فيهم الخبرة الميدانية الطويلة بتأكيد اللواء هامل. وقد أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية والمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل رفقة وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول والمدير العام للحماية المدنية وعدد من الإطارات على حفل تخرج آخر دفعة من محافظي الشرطة والملازمين في ظل نظام التكوين السابق من حيث المحتوى والأساليب ومدة التكوين وحتى المكونين ليشرع ابتداء من الدخول المقبل العمل بنظام التكوين الجديد المنصوص عليه في القانون الأساسي لموظفي الشرطة. وفي مداخلة له خلال حفل التخرج أشار المدير العام للأمن الوطني إلى شروع مديريته في مراجعة منظومة التكوين على ضوء مستلزمات القانون الأساسي الجديد لموظفي الشرطة الذي حدد بدقة المهام الموكلة لمختلف أسلاك الشرطة، وقد استدعى ذلك تكييف كافة البرامج وتحيينها بالنظر إلى التحولات المتسارعة التي عرفها المجتمع الجزائري خاصة من ناحية تطور الجريمة بكل أشكالها. وأشار المدير العام للأمن الوطني إلى أن التكوين الجديد سيركز على تطوير الأساليب التدريبية المتخصصة مع مواكبة المستجدات والعمل على جعل مدارس الشرطة منارات علم ومعرفة تتخرج منها الإطارات والعناصر المؤهلة والقادرة على أداء مهامها بكل تفان وتميز، مشيرا إلى أن الصلاحيات الجديدة التي أسندت لمحافظ الشرطة والملازم الأول للشرطة صلاحيات واسعة يترتب عنها التزامات كبيرة تتطلب التطوير المستمر للمعارف. وشدد اللواء هامل في كلمته على ضرورة وضع كرامة المواطن فوق كل الاعتبارات والعمل على الحفاظ على امن وقداسة استقراره وطموحاته في التكفل بانشغالاته ذات الطابع الأمني، مع بذل الجهود لدرء الانحرافات ومد جسور الشراكة والمواطن والمجتمع المدني على حد سواء باعتبارهما أساس الشرطة الجوارية. وبنبرة من التشدد، حثّ اللواء هامل إطارات وأعوان الأمن الوطني على أن يكونوا مثالا يقتدى به من خلال تصرفاتهم لا سيما فيما يتعلق بالانضباط والنزاهة والاستقامة، مذكرا أن أساس العلاقة بين المواطن ورجل الأمن هي الاحترام المتبادل الذي لا يمكن أن تشوهه ممارسات فردية وتجاوزات فردية لا تعكس رسالة جهاز الأمن الوطني النبيلة. مطالبا أفراد الأمن الوطني بضرورة التحلي باليقظة التامة تجاه بعض السلوكات المغرضة الرامية إلى تثبيط العزيمة وإرباك عمل الجهاز. وتضم الدفعة 322 متخرجا من الدفعة الثالثة لمحافظي الشرطة و467 متخرجا من الدفعة السابعة للملازمين الأوائل للشرطة الذين تلقوا تكوينا نظريا وتطبيقيا دام ستة أشهر ساهم فيه إطارات من الأمن الوطني، الدرك الوطني، العدل، الحماية المدنية، وإدارة السجون فيما كونت المدرسة التطبيقية للأمن الوطني بالصومعة ومنذ إنشائها سنة 1962 أزيد من 82 ألف خريج من مختلف الرتب والتخصصات. وقد استعرضت الدفعة التي حملت اسم شهيد الواجب الوطني الملازم الأول للشرطة مراد حاحاد الذي اغتيل في سبتمبر1995 مختلف مهاراتها القتالية والدفاعية إلى جانب استعراضات تقنية ورياضية أبرزت التحكم والانضباط وتقنيات القتال والتلاحم والحماية والدفاع الذاتي ..كما تم عرض أهم الآليات التابعة للأمن الوطني.