تعرضت عدة مواقع في العاصمة الليبية طرابلس أمس، إلى قصف مكثف من طرف طيران قوات حلف شمال الأطلسي، في وقت احتدم فيه القتال بين المتمردين والقوات الموالية للعقيد معمر القذافي غرب العاصمة الليبية طرابلس تمركزت حول مدينة البريقة النفطية الإستراتيجية على الجبهة الشرقية، التي يسعى المتمردون للسيطرة عليها خلال الساعات القادمة. أكد التلفزيون الليبي، أن الغارات التي شنها طيران حلف شمال الأطلسي استهدفت مواقع عسكرية ومدنية، وجاءت هذه الغارات بعد ساعات من كلمة العقيد الليبي معمر القذافي الذي أعلن فيها استعداده للموت من أجل الشعب الليبي، منتقدا المتمردين الذين يستعملون المواطنين دروعا بشرية ورهائن، حيث اتهمهم بالتدرب على يد المخابرات الفرنسية. من جهة أخرى، أكد قادة من المتمردين أنهم يتأنون قبل شن هجوم نهائي على البريقة التي يرابطون على بضع كيلومترات منها، بسبب الألغام التي انفجر بعضها متسببا في إصابة بعض منهم ومركباتهم وكذلك لمحاولة إقناع قوات القذافي بالتخلي عن القتال. وقال ناطق باسم المتمردين في بنغازي محمد الزاوي »إن وحدة للاستطلاع دخلت المدينة التي تسيطر عليها كتائب القذافي من الناحية الشمالية قبل أن تتراجع أربعة كيلومترات للتحضير لهجوم جديد«. وفي محاولة لحجب الرؤية عن طائرات الناتو التي تستهدف مواقعها، أحرقت قوات العقيد القذافي عددا من الخنادق النفطية تفاديا لإصابتها. وكان المتمردون قد دخلوا البريقة ليلة أول أمس، قبل أن يتراجعوا تحضيرا لهجوم جديد للسيطرة على المدينة بأكملها. من جهة أخرى، اندلعت، أمس، اشتباكات عنيفة بين المتمردين وقوات القذافي في بلدة بئر الغنم في الجبل الغربي حيث يسعى المتمردون منذ أيام للتقدم صوب العاصمة طرابلس عبر هذه الجبهة وجبهات أخرى في الغرب والشرق. وقال أحد المتمردين في بئر عياد إن قافلة من 15 مركبة من قوات القذافي حاولت الوصول إلى بئر الغنم، لكن المعارضين فتحوا النيران عليها، فاضطرت إلى التراجع بعد حوالي ساعة من الاشتباكات، كما يسعى المتمردون إلى السيطرة على بلدة غريان التي تتحكم في الطريق السريع جنوبي طرابلس، وفي مصراتة يستعد المتمردون للتقدم نحو منطقة زليتن في الأيام القادمة قبل الزحف على العاصمة طرابلس. ومن جانبه، أعلن حلف الناتو أنه دمر يوم أول أمس، 14 هدفا عسكريا لقوات القذافي في قصف جوي على تلك المدينة.