واصلت طائرات التحالف الدولي أمس غاراتها على مواقع وأهداف القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي في كل من مدينتي سرت وسبها مما سمح لقوات المعارضة المسلحة من مواصلة تقدمها باتجاه الغرب فارضة سيطرتها على المزيد من المناطق.فبعد أن تمكنت من إعادة فرض سيطرتها على مدينتي أجدابيا والبريقة شرق البلاد استطاعت قوات المعارضة المسلحة المدعومة بطائرات التحالف الدولي السيطرة على منطقة بن جواد الواقعة حوالي 50 كلم غرب مدينة رأس لانوف في مسعى للزحف باتجاه مدينة سرت مسقط رأس العقيد القذافي الواقعة 400 كلم باتجاه الغرب. كما فرضت سيطرتها على المصب النفطي في مدينة رأس لانوف التي كانت القوات الليبية الموالية للعقيد القذافي قد استعادتها من أيدي المتمردين في 12 مارس الجاري. وتقع رأس لانوف على بعد 370 كلم غرب مدينة بنغازي معقل المعارضة المسلحة في الشرق وعلى بعد 210 كلم من مدينة أجدابيا. وأفادت مصادر إعلامية أن مواقع مدنية وعسكرية في مدينة سرت الساحلية تعرضت ليلة السبت إلى الأحد إلى قصف التحالف الغربي، وأضافت أن السكان خرجوا إلى الميادين والشوارع في المدينة في تحد لقصف قوات التحالف لسرت من دون أن تذكر عدد ضحايا القصف. وسمع دوي ثلاثة انفجارات في ابها بالجنوب والتي تعتبر أحد معاقل القذافي وقبيلته، حيث استهدفت الغارات الجوية موقعا عسكريا. وفي هذا السياق أكد متحدث باسم النظام الليبي أن الطيران الحربي الدولي يواصل عمليات القصف دون انقطاع مما تسبب في سقوط العديد من القتلى ناهيك على فرار العديد من العائلات من المدن المعرضة للقصف. ودعا هذا المسؤول الذي لم يكشف عن هويته إلى ''وقف فوري للضربات الجوية وطالب مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع طارئ حول ليبيا''. من جانبه أعلن متحدث باسم المتمردين الليبيين أن مدينة مصراتة الواقعة 200 كلم شرق العاصمة طرابلس تعرضت مجددا لقصف عنيف من قبل القوات النظامية وهو ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى على الأقل. وبذلك ترتفع حصيلة القتلى الذين سقطوا في هجوم القوات الموالية للعقيد القذافي على مصراتة ثالث اكبر مدن البلاد منذ 18 مارس الجاري إلى 117 قتيلا. وكانت المعارك بمدينة اجدابيا أول أمس خلفت تسعة قتلى ونفس العدد من الجرحى في صفوف المدنيين بحسب المتمردين فيما شوهدت ما لا يقل عن 12 جثة لعناصر القذافي ملقاة على الأرض خارج المدينة. بينما لم يبق من أثار قوات القذافي في مدينة البريقة سوى البنادق والعربات الحاملة للأسلحة المضادة للطيران. ويستمر القصف الجوي لقوات التحالف في الوقت الذي تكاتفت فيه الجهود الدولية من اجل إيجاد تسوية دبلوماسية للأزمة المتفاقمة في ليبيا. حيث أكد وزراء خارجية أكثر من 35 بلدا مشاركتهم في قمة لندن حول ليبيا المقررة غدا إلى جانب حضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأيضا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينغ. كما أعلنت جامعة الدول العربية أمس مشاركتها في هذا الاجتماع الدولي التشاوري وقالت مصادر أن الأمين العام للجامعة عمرو موسى كلف وفدا في الاجتماع الذي يهدف إلى ''تنسيق المواقف والعمل في إطار التحالف ويكتسب أهمية كونه يتحدث للمرة الأولى عن حلول سياسية للأزمة الليبية. ويعد الثاني من نوعه بعد الاجتماع الأول الذي احتضنته العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع الماضي والذي أطلق العمليات العسكرية الدولية ضد ليبيا. وفي سياق الجهود الدولية لتسوية الأزمة سلميا تقدمت ايطاليا بمقترح يتضمن نفي العقيد معمر القذافي. وقال وزير الخارجية الايطالي فرونكو فراتيني ''الآن أوروبا والأمم المتحدة تقول بأن العقيد القذافي لم يعد الشريك المقبول للتفاوض معه ونحن لا يمكن أن نصر على بقائه في السلطة''. وأضاف في تصريحات صحافية أمس ''في حالة نفي القذافي فإن الأمور ستختلف حتى داخل النظام هناك جهات تعمل من اجل هذا الحل''. من جانبه يستعد حلف الشمال الأطلسي لاستلام كل المهام العسكرية في ليبيا بعد أن تولى مهمة فرض الحصار على إدخال الأسلحة إلي ليبيا وفرض منطقة الحظر الجوي فيما لم يتم الفصل في مسألة شن ضربات أرضية التي تشكل النقطة الحساسة في العملية العسكرية الجارية ضد ليبيا.