أفادت مصادر طبية بالمستشفى الجامعي لوهران، أنّه تمّ تسجيل أزيد من 1000 حالة إصابة بداء سرطان الثدي هذا العام الذي يعّد أوّل أسباب وفاة النساء في السنوات الأخيرة، وأرجع مختصّون أسباب ارتفاع معّدلات هذا الداء الخبيث إلى عدم الكشف المبكّر إضافة إلى نقص الرعاية الكافية بحيث لا يتواجد إلاّ 4 مراكز للفحص من بينها واحد بوهران على مستوى الجهة الغربية. يزحف داء السرطان بغرب البلاد بشكل مرعب يقلق المختصين وكذا المرضى، إذ تشير الإحصائيات الرسمية إلى تسجيل أزيد من 1000 إصابة خلال ال6 أشهر الماضية أي إلى غاية شهر جوان، وهم مصابون من مختلف ولايات الغرب، أغلبهم تمّ اكتشاف المرض لديهم بالصدفة أثناء معالجة إصابتهم بأمراض أخرى، وهو الأمر الذي حذّر منه المختّصون أي أنّ معناه أنّ العديد الحقيقي للإصابات قد يتجاوز ذلك بكثير، داعين إلى القيام بحملة واسعة لتحسيس النساء تحديدا بضرورة الكشف المبكّر، كما أثنوا على مخطّط وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الذي يقتضي استدعاء النساء المؤمنّات آليا لإجراء الفحص بمجرّد بلوغهنّ سنّ الأربعين، وهو المخطّط الذي لم يطبّق بعد لكنّه فعّال ويمكنه أن يخفّف من انتشار المرض وتكاليف العلاج الباهظة التي ترتفع كلّما تقدّمت حالة المريض. وبالرجوع إلى الإحصائيات فإنّ وهران لوحدها تسجّل 10 حالات يوميا يتّم اكتشافها في كلّ 50 ألف نسمة، ما يستدعي إجراء 12 عملية جراحية كلّ شهر، لكنّ الهياكل الصحيّة بولايات الغرب تبقى هي الأخرى عائقا لا يساعد على العلاج من هذه الأمراض، إذ لا يتواجد على المستوى الوطني إلاّ 4 مراكز جهوية من بينها مركز وهران الذي يتكفّل بفحص مرضى الغرب، فيما تجرى العمليات الجراحية على مستوى المستشفى الجامعي، وزيادة على إضراب الأطباء المقيمين لمدّة ثلاثة أشهر الذي تسبّب في تأجيل المئات من العمليات الجراحية، فإنّ نقص الوسائل والأدوية يعّد سببا قويّا كذلك لمعاناة هؤلاء المرضى وضعف التكفّل بهم، إذ يعوّل كثيرا على تحسين هذه الوضعية بناء على تصريحات وزير الصحّة وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس الذي قال مؤخّرا أنّ هناك لجان تحقيق ستنبش في وجهة أدوية مرضى السرطان والسيدا بغرب البلاد، مؤكّدا أنّه لا نقص في التوزيع، لكنّ واقع الحال يؤكّد وعلى مدار السنة معاناة المصابين بالأمراض المزمنة على غرار 1000 مصاب بداء السيدا على الجهة الغربية والذين يشتكون نقص الأدوية إضافة إلى نقص النفسانيين للتكفّل بهم، وكذا مرضى السكّري والضغط الذين يلجأون إلى شراء بعض الأدوية الباهظة الثمن من الصيدليات بسبب عدم توفّرها في المصالح الجراحية رغم أنّها مخصّصة للاستعمال داخل المستشفى فقط.