خرجت الدبلوماسية الجزائرية عن صمتها إزاء ما يحدث في سوريا من أعمال عنف وحشية ضد المدنيين، حيث التحقت الجزائر بركب الدول العربية المنددة بالعنف الذي خلف آلاف القتلى والجرحى والنازحين والمفقودين، ففي هذا السياق دعا المتحدث باسم الخارجية عمار بلاني الأطراف السورية إلى الحوار، مسجلا أسف الجزائر لما يحدث هناك. في موقف متطور للدبلوماسية الجزائرية إزاء الأوضاع المأساوية في سوريا، دعت وزارة الخارجية، أمس، على لسان المتحدث باسمها، عمار بلاني، كل الأطراف السورية إلى الدخول في حوار وطني شامل والتزام الحكمة، مسجلا أسف الجزائر إزاء العنف الذي تشهده سوريا. وأضاف المتحدث في تصريح إعلامي تناقلته وكالة الأنباء الجزائرية »لا يسعنا اليوم إلا أن نعرب عن أسفنا إزاء العنف و ندعو الأطراف السورية إلى تفضيل سبيل الحكمة و الحوار الوطني الشامل من اجل تجاوز الأزمة و المضي قدما في تنفيذ الإصلاحات السياسية التي أعلنت عنها السلطات السورية قصد الحفاظ على امن و استقرار هذا البلد الشقيق الذي يلعب دورا هاما بالمنطقة«. وظهر من خلال الموقف الجزائري الذي ندد وتأسف للعنف الحاصل، انه لم يحمل أي طرف في سوريا مسؤولية ما يجري عكس بعض الدول العربية ومنها السعودية والكويت والبحرين التي سارعت إلى سحب سفرائها من دمشق في تصعيد للموقف الخليجي ضد سوريا رغم ملابسات الوضع وتشابك الروايات لما يجري من عنف مأساوي حصد ألاف الأرواح منذ أزيد من شهرين على اندلاع الأزمة السورية. من جهة أخرى نفى المتحدث باسم الخارجية الجزائرية أن تكون الجزائر قد التزمت الصمت تجاه الأحداث في سوريا، مذكرا بتصريح لوزير الشؤون الخارجية مرتد مدلسي يوم 21 جوان الماضي على هامش الدورة السادسة لمجلس الشراكة الجزائر – الاتحاد الأوروبي، حيث عبر الوزير قلق الجزائر لما يجري في سوريا ووصفه بغير المقبول، لجدد المتحدث تأكيده على الثواب الدبلوماسية للجزائر والتي ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول مذكرا أن هذا الموقف انطبق على كل مايجري في العالم العربي. و أضاف أن »الجزائر و دون التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ما فتئت تجدد تمسكها بالسيادة التامة و الكاملة للبلدان العربية و وحدتها و كذا احترام تطلع الشعوب الشرعي إلى الحرية و الديمقراطية و التنمية و يتعلق الأمر طبعا كما قال عمار بلاني بالتكفل بهذه التطلعات و الاستجابة لها بطرق سلمية في إطار حوار وطني مسؤول من أجل تفادي العنف و إراقة الدماء«. وفي إشارة إلى رفض القول أن الجزائر تساند الأنظمة، أكد ذات المسؤول بأن الجزائر تعترف بالدول و ليس بالأنظمة مثلما تم التأكيد عليه مؤخرا سواء من قبل الوزير الأول السيد احمد أيحيى أو وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي«. ومعلوم أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد أعرب يوم الاثنين الفارط عن قلق الجامعة العربية إزاء الوضع الحالي في سوريا داعيا إلى حوار »جدي«قصد التوصل إلى مصالحة و تجاوز الأزمة بالبلد. أما الرئيس بشار الأسد فقد جدد يوم الثلاثاء عزمه على محاربة ما أسماها »الجماعات الإرهابية« التي تتهمها دمشق بكونها وراء الاضطرابات التي تهز البلد منذ أزيد من خمسة أشهر.